















ها هي فيراري (Ferrari) تفعلها مجدداً… تُعيد كتابة التاريخ بأسلوب لا يجيده سواها! يكشف الصانع الإيطالي العريق عن طراز فريد من نوعه (one-off)، يُدعى “SC40”. ليُمثّل التحيّة الخاصة للرمز العريق: F40، آخر تحفة أشرف عليها إنزو فيراري بنفسه، والسيارة التي تُجسّد روح “مارانيلو” في أنقى صورها.
لكن قبل أن تظن أنها مجرد نسخة محدثة من أيقونة الثمانينيات، تذكّر أن هذا المشروع ينتمي إلى قسم Ferrari Special Projects. مما يعني أنه نموذج وحيد في العالم، صُمّم خصيصاً لعميل واحد يرى في الحصان الجامح أكثر من مفهوم سيارة، بل قطعة فنية نابضة بالقوة والعاطفة..
نعم، نحن أمام تصميم يُخاطب العاطفة.. بملامح من الماضي وروح من المستقبل.. يقول “فلافيو مانزوني”، رئيس قسم التصميم في فيراري، إن هدف الفريق كان “الدمج بين الحِدّة الصناعية للـ F40 مع خطوط أكثر عضلية ومعاصرة.” والنتيجة؟ مزيج مذهل بين الزوايا الحادة والانتقالات الناعمة، يمنح SC40 شخصية قوية لا يمكن الخطأ في تمييزها.
فمن النظرة الأولى، تظهر الهوية واضحة: مقدمة طويلة منخفضة، أجنحة عريضة، وجناح خلفي ثابت يعلو الغطاء الخلفي. كل ذلك يعيد إلى الأذهان ملامح F40 الأسطورية. لكن التفاصيل تروي قصة جديدة.. لدينا هنا مصابيح أمامية تمتد إلى الأسفل داخل فتحات التهوئة بدل أن تتربّع فوقها مثل الإصدار الكلاسيكي. إلى جانب مداخل هواء جانبية تعود بتصميم أكثر حداثة وأناقة كما عوّدتنا العلامة على مر العقود. أما من الخلف، يطل محرك V6 عبر نوافذ Lexan المدخّنة، تماماً كمحرك F40 V8 الذي كان يُعرض بفخر خلف الزجاج.
داخل المقصورة، استعادت فيراري مادة الكيفلار الأيقونية، والمستخدمة في F40 الأصلية، لتُشكّل الأرضية والجدران الداخلية وحتى الأجزاء خلف المقاعد. بدورها تُذكّرنا التفاصيل الأخرى بروح سيارات السباق النقيّة، من عجلة القيادة البسيطة إلى استخدام الكنتارا الفاخر في اللمسات الأخيرة. أما اللون الخارجي، فهو درجة فريدة من اللون الأبيض تُعرف باسم SC40 White، تُجسّد مزيج النقاء والقوة في آنٍ معاً.
من الناحية الميكانيكية، تستند SC40 إلى منصة فيراري 296 GTB، أي أننا أمام توليفة مذهلة من التقنية والأداء.. محرك V6 مزدوج التوربو بسعة 3.0 لتر، مع نظام هجين خفيف يولّد 819 حصان تُنقل للعجلات الخلفية. لنحصل بذلك على تسارع من السكون صفر إلى 100 كم/س في غضون 2.9 ثانية فقط. أداء خارق بلا شك، إنما ستُفضّل في البداية أن تُبطئ قليلاً.. لتتأمل الخطوط، الزوايا، والجرأة التصميمية المستوحاة من زمن كانت فيه السوبركارز تُبنى بالعاطفة أكثر من الأرقام.
وهذه كانت تحيّة إلى المجد.. برؤية لا تعرف التقليد.. تقول الشركة إن الهدف لم يكن إعادة إنتاج السوبركار F40، بل “ابتكار طرازٍ يمتلك شخصيته المستقلة، ويعبّر عن روح فيراري بطريقة جديدة.” وبالفعل، ليست هذه الصيغة الجديدة تقليداً أبداً.. إنها تجسيد حديث لجوهر الحصان الجامح..