احفظ الاسم جيداً: هيونداي أيونك كونسبت 3 (Ioniq Concept THREE).. لا تنادها فيلوستر من فضلك، إذ يُريد الكوريون هذه المرة كتابة فصل جديد بالكامل في قصة سيارات الهاتشباك الكهربائية.. نحن هنا أمام نموذج استعراضي تجريبي لسيارة إنتاجية سترى النور قريباً، لتنافس بشكل مباشر فولكس واجن ID.3 وتعيد رسم ملامح مستقبل فئة الهاتشباك في السوق العالمي..

كشفت هيونداي عن النموذج في معرض ميونيخ، لتؤكد أن المغامرة التصميمية الكورية مستمرة بلا هوادة. لغة التصميم، هي العامل الأبرز هنا، وهي تُسمّى “فن الفولاذ” (Art of Steel)، في إشارة إلى أن الصانع الكوري لا يبني طرازاته فحسب، بل يصنع الفولاذ الخاص به أيضاً. وقد مكّنها هذا من ابتكار خطوط عميقة وأسطح ناعمة تُظهر القوة والرشاقة في آن واحد، “قوية ولكن لطيفة” كما يصفها البعض.. وهي حقاً جريئة ولطيفة..

من الخلف، نلحظ سقف مائل بانسيابية، مع جناح صغير مدمج (Ducktail) يحافظ على نقاوة تدفق الهواء. وبالطبع، لا يمكن أن نغفل الإضاءة البيكسلية الشهيرة من هيونداي، وإنما هذه المرة مع تدرجات سطوع ثلاثية الأبعاد تمنح السيارة شخصية خاصة يصعب الخلط بينها وبين أي نظير آخر.

من جهة أخرى، تم تأكيد أن أيونك كونسبت 3 ستستند إلى منصة كهربائية بجهد 800 فولط، تماماً مثل سياراتها الأكبر.. مما يعني توفر شحن فائق السرعة ومدى طويل ينافس الأفضل في فئته. وبما أن النماذج التجريبية (المموهة باللون الأسود) بدأت تجوب الطرق فعلاً، فالسيارة الإنتاجية قريبة أكثر مما نتوقع.. والأهم؟ أن الأبواب هذه المرة تأتي خماسية، فلا وجود لمغامرات “فيلوستر” القديمة..

من الداخل، قررت العلامة الابتعاد عن الشاشات العملاقة التي تغزو سيارات اليوم.. والحمدلله.. فتعتمد الفلسفة هنا على شاشات صغيرة متعددة، تعرض المعلومات بشكل مبسط وهادئ بعيداً عن التشتت البصري.. الهدف واضح: مقصورة عملية، مريحة، وذات طابع عصري يبتعد عن التقليد..

ورغم أن النسخة الإنتاجية لن تحتفظ بكل تفاصيل هذه المقصورة المستقبلية، إلا أنها ستقدم واجهة استخدام جديدة (HMI) مطورة بالكامل بنظام تشغيل متقدم، مع تعاون مع كبرى شركات التطبيقات الاستهلاكية. كل ذلك تحت مظلة نظام Pleos الذي يدمج بين الوظائف الأساسية والاتصال الذكي.

والآن لنتحدث قليلاً عن الإنتاج الفعلي وما يخص السعر الغامض إلى حد الآن.. في ظل اضطرابات الرسوم الجمركية وتراجع الطلب على السيارات الكهربائية في بعض الأسواق، عملت هيونداي على إعادة رسم استراتيجيتها. وتشير المصادر إلى احتمال أن تكون هذه الصيغة أول سيارة كهربائية تُنتج في مصنع الشركة في تركيا، ما يمنحها ميزة سعرية قوية في أوروبا والشرق الأوسط..

أما التسعير نفسه فما زال غير محسوم، فربما نراها تُطرح باسم أيونك 2 (Ioniq 2) إذا تمكّنوا من خفض السعر، أو أيونك 4 (Ioniq 4) إذا كانت أعلى سعراً. الأكيد أن هيونداي تريد أن تبقي هذه المركبة في نطاق “الميسور” لا “الرخيص”، تاركةً مهمة الصيغة الأرخص لشقيقتها انستر (Inster).

ختاماً، لا نستطيع الجزم بأن هذا البيان يتمحور حول ثقة من الكوريين بأن المغامرة التصميمية والتقنية مستمرة.. لكن لدينا سؤال هام جداً: هل جميع مركبات المستقبل ستبدو بهذا النمط الفضائي؟ ربما هيونداي هي من تحيك نظرية المؤامرة هذه المرة، على القمر..