



















عادت مرسيدس لتصدم العالم من جديد.. وهذه المرة مع جيل جديد من جي ال سي (GLC)، الطراز الأكثر مبيعاً في تاريخ العلامة الألمانية. ولكن قبل أن نتحدّث عن البطاريات، القوة والمدى، لا يمكن أن نتجاهل ما ستلاحظه فوراً: شبك أمامي عملاق مضاء بالكامل مع 942 نقطة LED قابلة للرسوم المتحركة. نعم، حتى لحظة توديع السيارة لك باتت تجربة شخصية مضاءة بثلاث نجوم..
الألمان وثقافتهم الميكانيكية.. يجعلونك تتواصل مع آلتهم بدون نطق حتى كلمة واحدة.. وهذه المرة أرادت مرسيدس أن تجعلنا نتواصل مع اللاوعي الميكانيكي في عقولنا.. وهنا نتحدث عن إرث الأصالة الألمانية.. فانطلاقاً من تصميم مستلهم من الأساطير، ولمسة مستقبلية، تقول علامة النجمة الثلاثية إن لغة التصميم الجديدة تستمد جذورها من إصدارات أيقونية مثل Pullman 600 و W108 و W126، بعيداً عن الخطوط “الناعمة” التي رأيناها في نماذج EQ السابقة.
والنتيجة؟ وجه أكثر قوة وحضوراً، مع معامل سحب هوائي مدهش تصل إلى 0.26 Cd، مما يجعل GLC رغم ضخامتها أكثر انسيابية مما تتوقع.. هل لاحظت كم هي حقاً ضخمة؟ تبدو وكأنها تريد التهام الإسفلت إنما بأرقى الطرق الممكنة..
لا، لن تستخدم الشوكة والسكينة يا صديقي.. ستستخدم محركين كهربائيين فائقين.. إذ يبدأ الإطلاق الرسمي مع نسخة GLC 400 4MATIC، مزوّدة بمحركين كهربائيين يولدان قوة 483 حصان مع دفع رباعي ذكي (ينفصل المحرك الأمامي عند عدم الحاجة لتقليل الاستهلاك).
فيما تمنح البطارية بقدرة 94 كيلوواط/ساعة السيارة مدى يصل إلى 713 كم، لتكون واحدة من أفضل المركبات الكهربائية من ناحية المدى في السوق، ولو أن بي ام دبليو iX3 الجديدة تتفوّق بمدى يزيد عن 800 كم.. مشاكل عائلية “ميكانيكية” ألمانية، لا دخل لنا بها..
وبفضل نظام 800 فولط، ستتمكن من شحن البطارية بقوة 330 كيلوواط لتضيف 300 كم من المدى في 10 دقائق فقط. نعم، هذا يعني استراحة قهوة بالكاد تكفيك قبل أن تعود للقيادة مجدداً.. ولمن يبحث عن الرفاهية القصوى، تستطيع تجهيز GLC بـ تعليق هوائي متكيّف يستخدم بيانات خرائط جوجل (Google Maps) لخفض الهيكل آلياً عند السرعات العالية، بالإضافة إلى توجيه خلفي بزاوية 4.5 درجات لتقليل نصف قطر الدوران إلى 11.2 متر.. عمليّ؟ جداً، خصوصاً في المدن المزدحمة..
أما الآن فنتوجه إلى الأمهات، لا تدعي أحداً يخبرك بأنك بحاجة لشاحنة نقل لتحمل مستلزماتك “الكونية” إلى المنزل، فهذه السيارة قادرة على سحب ما يصل إلى 2.4 طن، مما يعني أنها تستطيع سحب أي شيء تقريباً. كما أن نظام الكبح التجديدي المبتكر يوفر ما يصل إلى 300 كيلوواط من الطاقة، مما يجعل أكثر من 99% من عملية التوقف بمثابة إعادة شحن للطاقة. لا يوجد مجال للأعذار هنا! لا تغضبوا الأمهات يا أصدقاء..
لكن كل هذا قد يتلاشى أمام ما ينتظرك في الداخل: شاشة Hyperscreen ضخمة بحجم 39.1 إنش تمتد على كامل لوحة القيادة، مع 11 ثيم مختلف للعرض، تتغير معها إضاءة المقصورة والعدادات. هل تحتاج فعلاً إلى هذا الحجم من الشاشات؟ تعتقد مرسيدس أنك ستعشقها..
كذلك باتت المقصورة أكثر رحابة بفضل قاعدة عجلات أطول بـ 84 ملم، مع 570 لتر في الصندوق الخلفي و 128 لتر إضافي في الـ Frunk. ولدينا أيضاً سقف بانورامي قياسي مع خيار زجاج متغيّر الشفافية، وحتى 162 نجمة مضاءة لترافقك في الليل..
هل قال أحدكم لمسة صديقة للبيئة وذكاء اصطناعي “يتكلم معك”؟ نعم! سيتوفر خيار طلب السيارة بداخلية مصادق عليها من The Vegan Society بالكامل نباتية. أما من الناحية التقنية، فقد استعانت الشركة بـ Microsoft و Google لجعل مساعد MBUX الافتراضي أكثر تفاعلاً، إلى درجة أنك ستشعر وكأنك تتحدث مع صديق..
ومع ذلك، أعادت مرسيدس الأزرار الفعلية على المقود، ولو بشكل محدود، بعد أن سئم العملاء من الاعتماد الكلي على اللمس.. وهم على حق، فدائماً ما كنا نقف في وجه انتشار مفهوم “اللمسيات” الكلية لتفعيل وظائف القيادة..
مرسيدس GLC الجديدة ليست مجرد SUV كهربائية أخرى، بل إعادة تعريف لخط GLC كرمز فاخر للمستقبل.. بينما يبقى السؤال الحقيقي الآن: هل هذا هو الاتجاه الذي ستسلكه كل سيارات الصانع الألماني القادمة؟