مرسيدس فيجن ون ايليفن المستقبلية

لطالما تساءلت البشرية، “كيف سيبدو شكل المستقبل؟”.. لذا انطلقنا نبحث عن إجابة لهذا السؤال المحوري في قطاع السيارات.. إلى حين أن قدّمت مرسيدس – بنز مفهومها المستقبلي الأنيق والخارق “فيجن ون ايليفن”.. حيث أطلقنا العنان لمخيّلتنا الميكانيكية، لنكتشف أسرار نجاح رؤية هذا النموذج الكهربائي، فيما باءت رؤى أخرى بالفشل.. ليتم معه وضع حجر الأساس الخاص بحقبة التنقل الكهربائي القادم، بكونه دليل موثّق للتعامل المثالي مع المشهد المتطور لصناعة السيارات الفائقة.

تبدأ قصة “فيجن ون ايليفن” من القرن الماضي، تحديداً العام 1970، حين قدّمت العلامة الألمانية الفاخرة، منذ عام 1886، النموذج التجريبي العريق مرسيدس C111. ليُعاود مهندسو الشركة إحياء هذا الطراز بهدف تكريم تلك الحقبة التاريخية، عبر مشروع جديد يتصور الهوية التصميمية المستقبلية لمرسيدس – بنز، انطلاقاً من عراقة الماضي.

تتحد خلفية السيارة الرياضية هذه في الجمع بين لغة تصميم ديناميكية للغاية، وتقنية القيادة الكهربائية المبتكرة بالكامل.. تحفة فنية في مجالي التصميم والتكنولوجيا..

بطبيعة الحال، سيعتمد المستقبل التقنية الكهربائية، مع توقعات بأن تصبح محركات الاحتراق الداخلي غير قانونية خلال 20 عام على الأكثر.. الأمر الذي استدعى تزويد “فيجن ون ايليفن” بمحركات كهربائية ذات تدفق محوري خفيف الوزن، جرى بناؤها من قبل شركة YASA التابعة لـ مرسيدس – بنز منذ عام 2021.

ستأتي هذه المحركات بكثافة أكثر من وحدات التدفق المحوري في مثيلاتها الكهربائية الأخرى في إصدارات مرسيدس – بنز بنسبة 66%. مما يعني أننا أمام قوة حصانية تبلغ 1300 حصان، وبالتالي ستحظى الطرازات اللاحقة في الأعوام القادمة بمعايير أداء مماثلة، نتيجة تواجد هذه القاعدة التي يُمكن البناء عليها..

الجدير ذكره هنا أن هذه المركبة تُعد تمرين تصميمي، وليست اختبار لمجموعة متحركة. ما يجعل كل ذلك نظرياً.. إنما يبقى تحقيق هذه الأرقام بحكم المؤكد، إذ فعلتها العلامة مُسبقاً مع سيارتها الخارقة الأخرى “AMG One” بمعايير مستوحاة من ثقافة الغضب الألماني الميكانيكي الشعبية..

انطلاقاً من هذا، يجب استحضار الصورة التكوينية البصرية للسيارة. تستعيد “فيجن ون اليفن” الأصول التاريخية لمرسيدس – بنز، من خلال أسلوب القرن الحادي والعشرين للتنفيذ الماهر لتصميم القوس الواحد، وأبواب أجنحة النورس الشهيرة المستمد إلهامها من الطراز الأسطوري 300SL من عام 1954. يدمج مظهرها الخارجي بين الماضي والحاضر بنمط آخر ثانٍ، بفضل حضورها المعزز باللونين البرتقالي والأسود. لتبرز الخطوط العضلية والمنحنيات الأنيقة في توازن مثالي يُعيد تعريف فن صياغة وبناء المركبات.

تتميز السيارة بواجهة أمامية ذات شكل بيضاوي ومنحنٍ، مما يُضفي جاذبية فريدة. كما يتخذ الجناح السفلي الكبير مكان بارز في المقدمة، ويتسم بمداخل هواء بتصميم بيضاوي كذلك، يُظهر اللوحة الرقمية المذهلة فور النظر للهيكل. بينما تُشكل المصابيح الخلفية المزدوجة الدائرية ربط وثيق مع الطراز C111، وتمنح التفاصيل المحدثة لمسةً عصرية من روح الماضي. يتجاوز خط غطاء المحرك المستمر دون انقطاع عبر الزجاج الأمامي والسقف والنافذة الخلفية، ما يجعل من هذا الإصدار أيقونة تصميمية يجب التطرق إليها عند تخيّل المستقبل الميكانيكي.

لطالما كانت مرسيدس – بنز سباقة في معايير الرقي الخاصة بالمقصورة الداخلية. تمتاز الأخيرة بفساحة وفخامة فائقة، حيث تتسم لوحة القيادة وأغطية الأرضيات وأجزاء أخرى بلمسات بيضاء راقية، مع تداخل فريد من الجلد البني المصبوغ يزيّن مقاعد الدلو الفضية.

لم يتم الاكتفاء بهذا، فتتألق الداخلية بشاشة عرض رقمية بنمط بيضاوي تمتد عبر لوحة القيادة بأكملها خلف المقود الرائع بأبعاده المستطيلة الحواف. بالإضافة إلى لمسة فريدة من التكنولوجيا المعاصرة، لدينا سماعة الواقع المعزز Magic Leap 2، التي تحوّل المركبة إلى واجهة تفاعلية تماماً، بقمرة قيادة ديناميكية، باستخدام تقنية الواقع المعزز. طبعاً نحن في عصر نظارات الواقع المعزز والعالم الافتراضي الرقمي..

تنتقل واجهة AR UI من الواجهة القائمة على الشاشة إلى تقنية الطبقة الصفرية البديهية، وهي نظام للتعلم الذاتي يعرض الوظائف ذات الصلة، كما هو مطلوب على الشاشة الرئيسية. وبذلك، نكون أمام عملية توحيد لسلالتين من المقصورات الداخلية، تسلط الضوء على إرث من الابتكار والأناقة أثناء التنقل..

يُذكر أن الشركة قد وصّفت هذه السيارة كمفهوم اختباري فقط، دون إصدار أي تفاصيل تقنية حولها أو الكشف عما إذا كانت ستصبح جزء من السيارات المنتجة. ومن المقرر أن تستفيد الطرازات المستقبلية للعلامة من عناصر تصميم “فيجن ون اليفن” وعلو كعب أرقام الأداء (النظرية) لريادة الفئة الرياضية في الأعوام المقبلة. رغم أنها مجرد نموذج خاص بالعروض فقط في أبرز صالات السيارات في العالم.