في خطوة أثارت حملة تفاعل كبيرة بين روّاد قطاع السيارات العالمي، أطلعنا رئيس التصميم في بي ام دبليو دوماجوج دوكيك، عن أسرار استثنائية.. هذا حين أفصح عن نية الشركة في تنصيب خليفة للسيارة الرياضية i8، لم يرَ يوماً حيّز الإنتاج بسبب العديد من العقبات غير المُعلن عنها، ومنها بالتأكيد عوامل ناتجة عن جائحة كورونا..

في عام 2019، أذهلت بي ام دبليو العالم بنموذج سيارة “Vision M Next” المُستقبلية. لتُعد هذه المركبة رمز للابتكار والتصميم المُذهل، مما أثار حينها حماس عشاق العلامة البافارية. وبعد فترة، أتى الوقت لتحويل هذا الحلم إلى حقيقة. فاستتبع العمل على تطوير طراز، خضع للدراسة لمدة عقد من الزمن، يحمل اسم “i16”، ووُصِّف بأنه النسخة الإنتاجية من النموذج المذكور.

إذ أنه يتميز بنوافذ خلفية مظللة، وشعارات بي ام دبليو داخل الأضواء الخلفية، ناهيك عن دمجه بين النمط الكلاسيكي والنمط المتطور من ناحية المظهر الخارجي. باختصار، تمثّل المركبة نقطة التقاء التاريخ العريق للصانع الألماني الشهير بمستقبله المتطوّر.. لكن ما أذهلنا فعلاً، هو أن المهندسين قاموا بعملية البناء بالكامل، بدقة عالية، في مدة لا تتجاوز سنة واحدة..

فقد كان من المتوقع أن تنضم إلىi3 في تشكيلة “i” من BMW، لكن أوقفت الشركة إنتاج سيارتها الكهربائية الأولى في عام 2022. لتتسلق سلم التحول نحو المستقبل المستدام بتبني نهج جديد، عبر إطلاق نسخة كهربائية تُقارع أي طراز من سياراتها التقليدية العاملة بمحركات الاحتراق، سعياً منها لتعزيز التنقل الخالي من الانبعاثات.

تبرز i16 بتصميم فريد يستند إلى هيكل أحادي معزز بالبلاستيك القوي المدعّم بألياف الكربون، كشقيقتها i8. وتتميز بلمسات من اللون البرتقالي الجريء لتعزيز الطابع الرياضي في معظم أجزائها. فقد تم استلهام هذا الأمر من i8 التي كانت تتزيّن باللون الأزرق في معظم هيكلها الخارجي. كما تظهر المصابيح الخلفية النحيفة تشابه مع سيارة iX، ليظهر الطابع العريض للجزء الخلفي بشكل بارز.. هناك المزيد من التفاصيل، إنما لم يعُد من الجدير أن نتحدث عن طراز لن يدخل خطوط التجميع..

تُجسد هذه النسخة الملغاة تعبير مثالي عن رؤية بي ام دبليو لمستقبل القيادة الهجينة والكهربائية، لكن كما هو الحال في صناعة السيارات، غالباً ما يكون هناك هوة بين النماذج الاختبارية والواقع التجاري. فيشهد السوق العالمي حديثاً اتجاه كبير نحو اعتماد السيارات الكهربائية على حساب السيارات العادية بمحركات الوقود، مسجّلاً نمو كبير في هذا المجال.

يُذكر أن بي ام دبليو، مثل العديد من الشركات الأخرى، تكيّف خططها لتلبية رغبات السوق، وتتماشى مع الحبكة الجديدة المتمثل بغزو السيارات الكهربائية لقطاع المركبات. فلذلك تعمل بلا شك على تطوير طرازات جديدة ستحمل في طياتها جزء كبير من نهج i16..

إنها حقاً مأساة أن يخسر سوق السيارات هذا النوع من السيارات الواعدة لأسباب مجهولة وغامضة.. أو أقلّها غير مُقنعة.. نأمل أن تقوم مرسيدس بإنتاج سيارة فيجن ون ايليفن المستقبلية فعلاً، وأن لا تحذو حذو i16..