
في مناسبة مميزة كـ “يوم التأسيس السعودي 2025″، لا بُد لنا من استعراض أبرز إنجازات المملكة ضمن قطاعي السيارات ورياضة المحركات في الفترة الأخيرة.. فقد قطعت أشواط كبيرة في ترسيخ مكانتها كوجهة عالمية رائدة في عالم سباقات السيارات، وذلك بفضل الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية والتنظيم الاحترافي لأكبر الفعاليات العالمية. فلننطلق في رحلة لاستكشاف أبرز ملفات الإنجازات التي حققها الأخضر الملكي في هذين القطاعين.
جائزة السعودية الكبرى

تُعد حلبة جدة كورنيش واحدة من أبرز الإنجازات الميكانيكية والهندسية في رياضة المحركات. تم تصميمها لتستضيف سباق جائزة السعودية الكبرى للفورمولا 1 (F1)، وتُمثّل إحدى أسرع حلبات الشوارع الحضرية على الصعيد الدولي. كما تميزت بمسارها الفريد (6.1 كم) الذي يجمع بين التحديات التقنية للسباقات والمناظر الخلابة على شاطئ البحر الأحمر. في حين تتسم بأحدث التقنيات الميكانيكية في بناء الحلبات، بما فيها أنظمة السلامة المتطورة وأسطح المضمار المصممة لتوفير أفضل أداء ممكن.
استضافت أول جائزة كبرى لها في عام 2021، ومنذ ذاك الحين باتت فعالية يتطلّع إليها جمهور الفورمولا 1 فور صدور الروزنامة الرسمية في كل موسم. في أبريل القادم، ستستضيف سباق الموسم الجديد 2025 في الفترة الممتدة بين 18 و 20 من الشهر المذكور، بعد أن تكللت نسخة العام 2024 بفوز بطل العالم الهولندي ماكس فرستابن مع فريقه ريد بُل.
سباق الدرعية إي بري

استضافت البلاد عدة نسخ من سباقات الفورمولا إي (Formula E)، وهي سلسلة سباقات سيارات كهربائية خارقة تعتمد على تكنولوجيا متطورة. تميزت هذه السباقات باستخدام آليات ميكانيكية حديثة تعتمد على الطاقة النظيفة، مما يعكس الالتزام بالاستدامة ضمن إطار استراتيجية ورؤية 2030. جرى تطوير البنية التحتية لاستضافة هذه السباقات، بما في ذلك محطات الشحن السريع والأنظمة الذكية لإدارة الطاقة.
تستقطب سباقات الفورمولا إي نخبة من السائقين العالميين في منافسات حماسية تمزج بين الإثارة والتكنولوجيا المتطورة في مجال المركبات الكهربائية في حلبة الدرعية، حيث بدأ التأسيس. وتهتم المملكة بتنظيم هذه السباقات وفق أعلى المعايير الدولية، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للسيارات، لضمان سلامة المتسابقين والجمهور. في العام الماضي، تمكّن نيك كاسيدي من اعتلاء منصة التتويج مع فريقه جاكوار، في يناير الماضي، بعد منافسة شديدة في الشوارع العريقة..
استضافة رالي داكار 25

من صحراء الربع الخالي، أصبحت السعودية وجهة لسباق داكار بعد استضافة 6 نسخ متتالية منذ عام 2020، أحد أصعب سباقات الرالي في العالم. يتطلب تنظيم هذا السباق في صحرائنا تقنيات ميكانيكية متطورة لضمان سلامة المشاركين وتوفير الدعم اللوجستي. ويتم تطوير طرازات الدعم والشاحنات المخصصة للسباق باستخدام أساليب متقدمة لتتحمل الظروف الصحراوية القاسية، مثل أنظمة التبريد المتطورة ومحركات عالية الأداء. هذا الإنجاز وضع السعودية على خريطة الراليات العالمية، لا سيما بعد فوز السائق المحترف يزيد الراجحي ببطولة 2025، حين رفع علم بلاده عند وصوله لمنصة التتويج، إثر محاولات عديدة في السابق.
تعزيز حضور علامة “سير” لصناعة السيارات

بدأت المملكة في تطوير صناعة سيارات محلية تعتمد على منظومة دفع متطورة. إذ أُطلقت مشاريع لتصنيع نماذج عالية الأداء، منها إصدارات تعمل بالطاقة الكهربائية والهيدروجين.
وهنا نحن نتحدث عن “سير – Ceer“، أول علامة سعودية لإنتاج السيارات الكهربائية، بالتعاون مع عدد من أبرز صانعي السيارات في أوروبا، مثل بي ام دبليو لتزويدها بمحركات الدفع، وشولر لإنشاء أكثر ورش الضغط تطوراً بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب سابيلت لتزويدها بمقاعد رياضية فاخرة. على أن يبدأ خط الإنتاج في العمل في موعد لاحق من عام 2026.
في يوم التأسيس 2025، تُظهر المملكة للعالم أنها ليست فقط دولة رائدة في استضافة الفعاليات الرياضية، بل أيضاً في تطوير نهج الميكانيكا المتقدمة الداعم لهذه الرياضة من جهة، وقطاع تصنيع المركبات المستدامة من جهة أخرى.
من حلبة جدة كورنيش إلى سباقات داكار، ومن الفورمولا إي إلى المحافل المحلية والدولية الأخرى، تُثبت السعودية أنها قادرة على الابتكار والريادة، لتعكس هذه الإنجازات الرؤية الطموحة والقدرة على تحويل التحديات إلى فرص، تماماً كإطلاق حلبة القدية، المُستضيفة الثانية لسباقات الفورمولا 1 قريباً.. مما يجعل الأخضر الملكي نموذج يُحتذى به في مجال التطوير، والصناعة، والرياضة الميكانيكية..
 
							
