في وقتٍ سابق من هذا العام، نشرنا مقالة تتحدث عن فعالية تحويل السيارات الكلاسيكية أو القديمة إلى الدفع الكهربائي، حيث رفضنا الأمر بجلّته.. واليوم، مع كيا برايد (Kia Pride EV) الجديدة، المتحوّلة إلى النهج المستدام، نستأثر بالرأي نفسه.. وذلك بعد أن قطعت العلامة الكورية شوط كبير نحو قائمة عمالقة صناعة السيارات بالعالم، لتحتفل الآن بالذكرى التأسيسية 80 لها، من خلال هذا الطرح، جامعةً بين “سحر الماضي” كما تقول، والتكنولوجيا الحديثة..

في وطننا العربي، تحظى كيا بشعبية شبه كبيرة، نظراً لعملية وموثوقية نماذجها، التي تعتبر من الفئة المتوسطة المعدة للاستخدامات اليومية.. لكن ما أمامنا اليوم، ليس مخصص إلى حد الآن لمنطقتنا، إذ تم بناء “برايد EV” بواسطة كيا المملكة المتحدة بالتعاون مع شركة Electrogenic المتخصصة في تعديل السيارات الكلاسيكية الواقع مقرها في أوكسفوردشير. وقد بدأت هذه المركبة رحلتها في الأسواق في التسعينات، لتتحول الآن لـ هاتشباك رياضية كما في بداياتها إنما بأسلوب مستدام..

 تتمثل نقطة الانطلاق لهذا المشروع مع نسخة 1.3 LXذات الخمسة أبواب والمطلية بلون “الأزرق الرفراف” من أسطول تراث فرع المملكة المتحدة، من عام 1996. أنتج المحرك الأصلي 4 أسطوانات في ذاك الوقت 60 حصان مع 117 نيوتن متر من عزم الدوران. أما حالياً، فقد جرى استبداله بمحرك كهربائي يولد قوة تصل إلى 107 حصان، بالتزامن مع 234 نيوتن متر. على سائقها عدم الإسراع بها جداً لكيلا يحطم زمن التسارع الخاص بالسوبر كار ماكلارين W1 الجديدة..

لماذا هذا التخوف المثير للجدل؟ لأن هذا الإصدار الكهربائي يحتوي على ثلاثة أوضاع قيادة مختلفة. في وضع “Eco”، تتوافق المخرجات بشكل محدد لتتناسب مع القوة الأصلية البالغة 60 حصان. ومع قيادة معتدلة ينبغي أن يُتاح مدى يصل إلى حوالي 193 كم. يعود الفضل بهذا إلى بطاريتين بسعة 10 كيلوواط ساعة لكل منهما، إحداهما تحت غطاء المحرك، والأخرى تحت أرضية صندوق الأمتعة لتحقيق توزيع أفضل للوزن..

أما الوضع الثاني فهو “Auto”، ويزيد القوة إلى 80 حصان، مع إضافة نظام كبح استرجاعي لتوفير نطاق سير أطول. لكن المتعة الحقيقية تبدأ في وضع “Sport”.. وهنا على ماكلارين أن تستعد لما سنقوله.. إذ يسمح هذا الوضع باستخدام كامل إمكانيات المحرك الكهربائي، لتتسارع من السكون صفر إلى 100 كم/س خلال 8.0 ثانية فقط.. يا للهول، هذا رقم مخيف حقاً في عام 2024.. تبدو قادرة على تفريغ دخان إطاراتها “الأمامية” بجولة درفت قوية.. في مدينة الملاهي..

لم تؤدِ عملية التحويل من البنزين إلى الكهرباء إلى زيادة وزن “برايد” سوى بـ 20 كجم فقط.. وأوه، كدنا ننسى أفضل جزء، لقد احتفظت بالقير اليدوي الأصلي بخمس سرعات، وتمت ترقيته إلى مجموعة clutch المخصصة للأداء.. طراز كهربائي بقير يدوي ربما من أول الإصدارات بهذا النمط..

لنقلي نظرة على المقصورة الداخلية.. هناك عدادات تناظرية أصلية، بالإضافة إلى قماش رمادي يتماشى مع الحقبة القديمة. وهذه الخطوط الخضراء المميزة مستوحاة فئة Kia EV6 GT ذات الأداء العالي. أما من الخارج، فهناك طلاء جديد بلون “اللؤلؤ الأبيض” وأضواء أمامية وخلفية محدثة. لا تزال المركبة مزودة بجنوط فولاذية قياس 12 إنش وأغطية للعجلات، وهو أمر مثالي حقاً..

وكلمسة فنية كورية، يتم إخفاء منفذ الشحن تحت غطاء تعبئة الوقود الأصلي، وهو من النوع الثاني مرتبط بشاحن مدمج بقوة 3.3 كيلوواط. مما يعني قدرة شحن البطارية إلى 100% في حوالي ست ساعات من مقبس كهربائي عادي أو من محطة شحن حائطية..

أوكي، هيا ماكلارين، أسمعينا صوت زئير W1، ربما ذلك سيحطم الواجهة الأمامية بالكامل لهذه الصيغة من كيا المتحدية.. على مخرج فيلم ترانسفورمرز إدراجها ضمن كتيبة الأوتوبت..