
جميعنا يعلم أن السبب في اقتناء ساعات اليد يتجاوز كونها أداة وقت، فقد أصبحت رمز للشخصية والمظهر المثالي والأناقة.. وفي هذا السياق، تتنوع أشكالها وتصميماتها، لتصبح كل ساعة قطعة فنية فريدة، لا تختلف فقط في الشكل الخارجي، بل في التصميم الداخلي وتقنية العمل كذلك. لذا سنطرح مسألة دائماً ما يختلف فيها مُحبي الساعات: هل ساعات كوارتز الإلكترونية أفضل من الساعات الميكانيكية التقليدية؟
سنبدأ تقييمنا بذكر الفروقات.. أولاً، يكمن الاختلاف في مصدر الطاقة. إذ تختلف الساعات الميكانيكية عن غيرها بعدم احتوائها على بطارية، بل تعتمد على نظام معقد يشمل نابض يُعرف بـ “الزنبرك”، والذي يلتف بشكل دائري حول نفسه. يستفيد هذا النابض من الطاقة المخزنة فيه تدريجياً عند انفلاته، محركاً بذلك عدة عجلات ومسننات متصلة ببعضها، تحول هذه الحركة إلى ذبذبات تنظم حركة عقارب الساعة بشكل فعّال.
في المقابل، تعتمد ساعات الكوارتز على مذبذب إلكتروني يعمل بفضل الطاقة المزوَّدة من البطارية، ويتم تنظيم هذا المذبذب عن طريق قطعة من “كريستال الكوارتز”. يتألف هذا من ثاني أكسيد السيليكون، المصدر الرئيسي لاسم هذه الفئة.
أما بالنسبة للفارق الثاني، فيتمثل في دقة الوقت وحركة العقارب، حيث يُظهر طراز الكوارتز تفوق بشكل كبير. فنسبة الخطأ في حساب الوقت خلال اليوم تبلغ ثانية واحدة فقط فيه، مقارنةً بخمس ثواني خاطئة في منافسه الميكانيكي..
يأتي السبب الثالث مُعرباً تفوّق الكوارتز على نظيرتها الميكانيكية، في إمكانية إنتاج أعداد كبيرة منها في فترة زمنية قصيرة. يعود ذلك إلى أن إنتاج نماذج عديدة بشكل آلي، بينما تتطلب مثيلاتها الميكانيكية تدخل من أمهر حرفيي التعامل مع التروس الصغيرة، والقطع الصغيرة المعقدة، لأنه يجب بناء كل ساعة على حدة..
ويتمثل الاختلاف الرابع في عملية الصيانة.. بشكل مختصر، يُنصح بالاهتمام الدوري بصيانة الطرازات الميكانيكية، حيث يُفضل تنظيف محركها وإضافة الزيوت الملائمة كل خمس سنوات على الأقل. يُساهم هذا في الحفاظ على التروس وتجنب التلف الناتج عن الاحتكاك. يمكنك بذلك الاستمتاع بساعتك لفترة طويلة تفوق مدة عمل النوع الآخر. إذ تستهدف الأخيرة تبديل البطاريات فقط، لأن صيانتها أو إجراءات تغيير أي من مكوناتها الإلكترونية تتّصف بغير العملية، وقد تكون التكلفة أكبر من شراء ساعة جديدة. فيُحدد عمرها غالباً بتلف أي من المكونات..
لذا من هنا نبحث العوامل الموجبة للسبب الخامس، تتمتع الساعات الميكانيكية بقيمة مادية ومعنوية مضاعفة عن نظيراتها الإلكترونية، نظراً لاحتياجها إلى عناية وخبرة طويلة في صناعتها. تحتفظ الساعات الفاخرة بقيمتها، وقد يزيد ثمنها بمرور الوقت نتيجة للطلب المستمر عليها. بينما يقتصر عامل السبب الخامس هنا بالنسبة لنسخ الكوارتز، بقدوم يوم تجد فيه ساعتك قد توقفت عن العمل دون القدرة على إصلاحها..
لذا، يختلف عامل ترجيح الأفضلية بين الفئتين باختلاف الهدف من امتلاكهما. بحيث أن ساعة الكوارتز تضمن معايير العملية والتطوّر والدقة الأكبر، على مدى فترة معيّنة.. من جهتها، تحافظ الساعة الميكانيكية على قيمتها المادية نتيجة ندرتها ربما، ومستوى فرادة الحرفية الخاصة بها، مع حاجتها لصيانة دورية.. فأنت من يُقرر أفضلية أحدها على الآخر، بالعودة إلى أسباب الاقتناء..