












مرحباً بك في حضرة الأسطورة الجديدة من سانت أغاتا.. لامبورجيني فينومينو (Lamborghini Fenomeno).. لا، نحن لا نقصد الظاهرة رونالدو 9، بل سيارة لا تُشبه أي شيء آخر خرج من مصانع العلامة العريقة من قبل.
إنها ببساطة أقوى وأسرع سيارة طرقات في تاريخ الصانع الإيطالي، قادمةً لتشعل خيال عشّاق الأداء الجامح وتتصدر جدران غرف المراهقين حول العالم.. أو هواتفهم.. لا نعلم إذا ما لا يزال المراهقين يقومون بهذه الأمور الأسطورية في غرفهم..
تستمد السوبر كار قوتها المرعبة من محرك V12 تنفس طبيعي سعة 6.5 لتر، معزّز بنظام هجين متطور من 3 محركات كهربائية، تولد جميعها معاً قوة هائلة تبلغ 1,080 حصان. ورغم أنها مبنية على أساس شقيقتها ريفويلتو (Revuelto)، إلا أن هذه الإضافات جعلتها تتفوق عليها بشكل واضح. إذ تستطيع التسارع من السكون صفر إلى 100 كم/س في 2.4 ثانية فقط باستخدام إطارات الحلبة الاختيارية، وتصل سرعتها القصوى إلى أكثر من 350 كم/س.
والأهم؟ هذه ليست مجرد نسخة معدلة، بل تجربة هندسية متطرفة أطلقت العنان لكل ما هو ممكن ضمن حدود الانبعاثات والاعتمادية.. ورغم أن محرك V12 نال 10 أحصنة إضافية فقط، فإن القوة الحقيقية جاءت من القسم الكهربائي.
كيف؟ حسناً، تظهر القوة الحقيقية من المحركات الكهربائية حين تولّد 242 حصان، بزيادة 50 حصان عن ريفويلتو. ويعود الفضل في ذلك إلى بطارية جديدة بسعة 7 كيلوواط/ساعة، التي تضاعفت سعتها مع الحفاظ على نفس الحجم تقريباً، مما يوفر دفعة كهربائية أعنف واحتياطي طاقة أكبر.
ولتعويض وزن البطارية، استخدمت لامبورجيني ألياف الكربون بشكل مكثّف في إعادة تصميم الهيكل بالكامل، على غرار ما فعلته مع Sesto Elemento عام 2010. مما أبقى الوزن الجاف عند 1,770 كجم، وهو ما يماثل وزن الشقيقة ريفويلتو، وسمح للمركبة بتحقيق أفضل نسبة قوة إلى وزن في تاريخ الشركة.
كما يتميز التصميم بأيروديناميكية وحشية، حيث تم تزويد الطراز الجديد بـ S-Duct أمامي يولّد قوة ضغط أرضي إضافية، وجناح خلفي نشط بثلاث وضعيات يزيد من قوة الضغط بنسبة 30% مقارنة بـ ريفويلتو. وتعمل مداخل الهواء ومآخذها المستوحاة من Countach على توفير تبريد مثالي للبطارية والمحرك، بينما تضيف الإطارات مقاس 21/22 إنش المستوحاة من Reventon لمسة جمالية، مع توفير خيار إطارات أكثر صلابة للاستخدام على الحلبة.
أما الآن لننتقل إلى المظهر الخارجي.. هل هذا بامبل بي (Bumblebee) الإيطالي؟ تتميز السيارة بتصميم خارجي يجمع بين القوة والجمال، فتبرز مصابيح أمامية حادة ومموهة، وأضواء خلفية عمودية تُعد فريدة من نوعها في خط إنتاج لامبورجيني. بالإضافة إلى عادم ضخم بحجم مدخل بيتزا.. حرفياً..
يكتمل المظهر الشرس بسقف مزود بفتحة تهوئة (Air Scoop) تسمح برؤية محرك V12 بشكل كامل.. نعم، تُبرز ألوان الطلاء الخاصة بإصدار الإطلاق (اللون الأصفر “جالو كريوس”) الطابع العضلي للأجزاء العلوية..
أما في الداخل، فتستلهم المقصورة تصميمها من ريفويلتو كذلك مع لمسات خفيفة لتقليل الوزن، مثل بطاقات الأبواب المصنوعة من ألياف الكربون. وتتمتع لوحة القيادة بنمط مستقبلي يُوصف بأنه “كائن فضائي” بطريقة ودية، مما يمنح السائق تجربة قيادة فريدة ومثيرة..
في المقابل، تتضمن هذه الصيغة تقنيات متقدمة مصممة لعشاق التفاصيل، فهي أول لامبورجيني مخصصة للطرق العامة تُزوَّد بمكابح CCM-R، وهي أحدث جيل من مكابح الكربون-سيراميك. كما اعتمدت الشركة على خيار جريء باستخدام نظام تعليق قابل للضبط يدوياً بدلاً من النظام المتكيّف.. وهذا ما يمنح السائق إحساس كلاسيكي بالقيادة العدوانية..
تُعزز ندرة السيارة من مكانتها الأسطورية، إذ يقتصر إنتاجها على 30 نموذج فقط، منها 29 وحدة لعملاء مختارين، بينما سيتم الاحتفاظ بنسخة واحدة في متحف لامبورجيني. ورغم أن سعرها يبلغ ملايين الدولارات، إلا أن جميع النماذج بيعت بالفعل قبل أن تُعرض على الجمهور.
ختاماً، نحن أمام بيان قوة ورسالة مفادها أن عصر V12 لم يصل لنهايته بعد. إنها أسرع، أقوى، أجرأ، وأكثر لامبو ندرة. هل هذا مهم؟ ربما لا. لأنها وُجدت لتكون ملصق أيقوني على الجدران، ولتُثبت أن الثور الهائج ما زال يكتب التاريخ بأحرف من نار وكربون..