




لطالما كان المصمم البريطاني الفذ إيان كالوم، صاحب البصمات الذهبية في علامات فارقة مثل جاكوار وأستون مارتن، أيقونة في عالم تصميم السيارات. لكن شغفه بالإبداع لم يتوقف عند حدود ماضيه اللامع، ففي السنوات الأخيرة انشغل كالوم بمشروع فريد ومثير: إعادة تخيل أبرز تصاميمه الكلاسيكية، ليمنحها روح جديدة تتناسب مع تطلعات المستقبل..
ما الذي يدفع مصمم بحجم كالوم للعودة إلى الماضي؟ إنه شعور مُرضٍ ولا يُضاهى بتحقيق الرؤية الأصلية الكاملة، بعد أن “ربما” قيدتها قيود الميزانية أو التحديات التقنية في زمنها. لا تقتصر هذه العملية على مجرد التعديل، بل هي غوص عميق في جوهر التصميم الأولي، وإطلاق العنان للإمكانات الكامنة التي لم ترَ النور مُسبقاً.
والآن يبدو أن المصمم الأسطوري فرانك ستيفنسون، صاحب البصمات الخالدة في بي ام دبليو، وفورد، وفيات، وفيراري، يسير على خطى إيان كالوم في إعادة ابتكار روائعه. لكن ستيفنسون يدخل هذا المضمار بخطوة أكثر جرأة، متعاوناً مع اليوتيوبر الشهير فريدي “تافاريش” هيرنانديز لإطلاق نسخة P1 EVO الجديدة من سيارته الخارقة الشهيرة ماكلارين P1. نعم، الأمر حقيقي ومثير للغاية!
انضم فرانك إلى ماكلارين أوتوموتيف كمدير للتصميم عام 2008 وصمم P1 الهجينة الخارقة، ويعود الآن ليُقدم إصدار EVO بمظهر أكثر شراسة وعدوانية. ليتميز بتعديلات جذرية تشمل زعنفة قرش ضخمة، مع مأخذ هواء على السقف، إلى جانب أبواب جديدة تماماً، وواجهة أمامية مُحدثة يبرز فيها عمود تصميمي نحيف يمتد من مشتت الهواء الأمامي وصولاً إلى فتحة التهوئة على غطاء المحرك.. وهذه عودة مذهلة لأسطورة بتصميم لم يسبق له مثيل..
من المتوقع أن تُلفت هذه الصيغة المُحدثة الأنظار بجمالها الآسر، خاصةً عندما تتألق بلونها الكربون البورغندي المعتم. وسيُبرز هذا اللون العميق والفاخر الخطوط الحادة للتصميم، بينما تتكامل معه أقراص الديناميكا الهوائية على العجلات لتكمل المشهد العدواني بشكل مثالي.. وهنا لا نتحدث عن زيادة في جاذبيتها البصرية فحسب، بل عن تعزيز كبير لزخم الأداء.
تجدر الإشارة إلى أن اليوتيوبر فريدي “تافاريش” هيرنانديز يقوم بإعادة بناء مركبة P1، بعد أن تعرضت للغرق في فلوريدا جراء إعصار إيان عام 2022. ويُمثّل هذا المشروع فرصة ذهبية للمصمم العالمي فرانك ستيفنسون لإعادة إطلاق شركته Frank Stephenson Design في عالم تصميم السيارات، بعد فترة عمل قضاها في قطاعات تصميم مختلفة.
من ناحيته، ستيفنسون، المعروف بتصميمه للنسخة الإنتاجية من فيات 500 عام 2007 وميني الحديثة، سيعمل الآن على “طلبات التصميم المخصصة، والمركبات ذات الإنتاج المحدود، وتقديم الدعم الكامل للشركات المصنعة الأصلية (OEM)”. ووفقاً للبيان الصحفي، فإن “الاستوديو بات الآن مفتوحاً بالكامل للأعمال في المجال، من التصميمات الفردية إلى الإنتاج بكميات محدودة”.
ومع ذلك، هل سيكون من السهل تجاوز روعة هذا المشروع؟ أو حتى التفوق عليه بمشروع آخر؟
لا يكتفي هذا المشروع الطموح بالتعديلات الجمالية، بل يتجاوز ما فعله مصنع ماكلارين نفسه! الهدف هو تحويل P1 EVO إلى أخف وأسرع P1 على الإطلاق. بل إن الطموح يتعدى ذلك ليجعلها أسرع ماكلارين على الكوكب، حيث يستهدف تجاوز السرعة القصوى لطراز سبيدتيل، بواقع 400 كم/س..