نور داوود، أيقونة فلسطينية بارزة في عالم رياضة السيارات، حفرت اسمها بحروف من ذهب كأول سائقة درفت محترفة في الشرق الأوسط. وقد تحدّت الأعراف والتقاليد بشغف وإصرار في قطاع يهيمن عليه الذكور. لتُصبح مصدر إلهام لجيل صاعد من الشابات العربيات، وتحصل على المركز التاسع في قائمتنا لأبرز 10 شخصيات نسائية في عالم السيارات في المنطقة.

تشكل نور العنصر الرابع من فريق The Speed Sisters ، بتشكيلة مميزة لفريق سباق مكوّن من إناث للمرة الأولى على الصعيد الإقليمي. يكمن هدف هذه المجموعة بكسر الصورة النمطية لمشاركة النساء في هذا الميدان، وتحدي جميع الصعوبات والعقبات ضمن هذا النطاق، ويفعلن كل ذلك من خلف عجلة القيادة.

انطلقت شرارة شغفها في قطاع سباق السيارات والدرفت منذ صغرها، حيث جمعت لعب المركبات بنمط كبير. تزامن هذا مع حبها العميق للرياضة بشكل عام وقامت بتجربة أنواع متعددة، لكنها اختارت رياضة المحركات بدافع شخصي جرفها نحو احتراف القيادة.

بدأت السائقة الفلسطينية مسيرتها عام 2009 بمشاركة محدودة في سباقات “ضد الساعة”. وانتقلت إلى حيّز الدرِفت في عام 2011. لتتجاوز العديد من التحديات في فلسطين، أبرزها الآراء السلبية ومعارضة الكثير من أقربائها. لم يمنعها جميع ما ذُكر من مواصلة مسارها نحو حلمها، مما اضطر بها للانتقال إلى دبي.

وفي خضم ذلك، لم تقتصر مشاركاتها على السباقات المحلية في فلسطين، بل سعت إلى خوض غمار التحديات الدولية. ففي عام 2010، شاركت في بطولة “ريد بُل” للدرِفت في الأردن، لتكون أول فتاة تُدعى للمشاركة في تلك البطولة. كما شاركت في العديد من السباقات الدولية في دول مثل هنغاريا وكرواتيا وسلوفاكيا، محققةً نتائج مبهرة.

من جهة أخرى، تألّقت بحصد العديد من الألقاب والجوائز، من أبرزها: لقب “أول سائقة درفت محترفة في الشرق الأوسط”، ولقب “ملكة الشرق الأوسط للدرِفت”، والميدالية الذهبية في بطولة فلسطين للسيارات لعام 2014، والميدالية الفضية في بطولة العرب للسيارات لعام 2015.

ضمن هذا السياق، صرّحت داوود قائلةً: “الدرفت هو كل ما أردت. الدرِفت هو أنا، نور داوود، إنها علاقة اتصال”. وعن علاقتها بفريق The Speed Sisters، قالت: “نحن فريق متماسك، ندعم بعضنا البعض. عند إصدار الفيلم، فتحت أبواب الفرص لنا لتعزيز فهم الناس لقصتنا بشكل أكبر. كنا مجموعة من الفتيات الشرقيات اللواتي يمثّلن فلسطين، مما جعل تشكيل الفريق والتنافس أمر غير سهل بالنسبة لنا. أشعر بالفخر الشديد بما حققناه”..

بالإضافة إلى تفوّقها على المضمار، هي تشكّل نموذج يحتذى به، ومرشد للمتسابقات الطموحات في جميع أنحاء المنطقة. ومن خلال حملات التوعية وورش العمل، تشارك معرفتها وخبرتها، مشجّعةً الفتيات الأخريات لدخول معترك سباقات المركبات. لتقوم ببناء إرث يتخطّى ما هو أبعد من النجاح الشخصي فقط.

تُجسد نور داوود قصة نجاحٍ ملهمة تُثبت أن العزيمة والإصرار يمكّنان الفرد من تحطيم جميع الحواجز وتحقيق الأحلام، مهما كانت التحديات كبيرة. فهي لم تخضع للأعراف التي تقلّل من قدرات المرأة، بل آمنت بمهاراتها وسعت جاهدةً لتحقيق أهدافها، لتصبح نجمة ساطعة ضمن المنافسات الميكانيكية عربياً وعالمياً.

نعم المرأة العربية قادرة، ومتمكّنة، وفاعلة.. رائدة في المنافسة والإبداع في جميع المجالات..