ما هي عيوب السيارات الكهربائية في الشرق الأوسط

يشهد قطاع السيارات في منطقة الشرق الأوسط تحول تدريجي نحو السيارات الكهربائية، مدعوماً بتوجه عالمي نحو خفض الانبعاثات الكربونية وتوفير بدائل مستدامة للطاقة المستخدمة. إلى جانب عامل ارتفاع سعر الوقود في مختلف الدول، مما استدعى العديد من العملاء للتوجّه نحو هذه الفئة من المركبات. إلا بعد المعاينة الدقيقة، لاحظنا أن عيوبها تفوق الفئة العادية بمحركات الاحتراق الداخلي.. لذا نُقدّم لك أبرز مشاكلها قبل اقتنائها.

نبدأ من معيار المتعة التقليدية، فعلى الرغم من أن الطرازات الكهربائية سريعة وعالية الأداء مع دعمها لصوت عادم افتراضي يحل مكان الحقيقي، لكنها غير قادرة على توليد الإثارة الحقيقية عند قيادة سيارة بمحرك V6 أو V8 قوي، لا سيما عند سماع صوت هدير هذه المحركات. فهنا تظهر المشكلة ذهنياً أكثر منها ميكانيكية أو تقنية.

ثانياً، تحتاج هذه السيارات إلى بطاريات تحتوي على عنصر الليثيوم الباهظ الثمن وغير المتجدد. إذ يصعب الحصول عليه بشكل وفير، ومع تنامي الطلب، يتزايد سعره، مما يتسبب في ارتفاع التكلفة في المستقبل بنفس الطريقة التي يؤثر فيها ارتفاع أسعار النفط.

من ناحية ثالثة، تواجه جميع السيارات الكهربائية تحديات تقنية تتعلق بالقيادة الآلية، وفقدان الطاقة، ومشاكل في التحكم بالقيادة. ومع وجود هذه المشاكل، أصبحت عمليات الصيانة أكثر تعقيداً، حيث يصعب إجراء إصلاحات بسيطة بنفسك أو من خلال ميكانيكي من النمط الاعتيادي. فباستثناء بعض المشاكل البسيطة مثل الإطارات المثقوبة أو استبدال أضواء المكابح، تتطلب صيانة هذه المركبات تدخل من فني متخصص.. لم يعد من السهل إجراء إصلاحات بمفردك بشكل بسيط كما كان في الماضي..

ناهيك عن السبب الرابع الأكثر ظهوراً في المنطقة، ألا وهو تأثير الحرارة على البطاريات. تقل قدرة البطارية في البرودة وتحتاج السيارة إلى وقت أطول للتسخين. وفي حالة الطقس الحار، كما في مناطق دول الخليج، يتأثر أداء البطارية، بشكل سلبي. يعود ذلك إلى عدم قدرة نظام التبريد في السيارات الكهربائية على العمل بشكل فعّال لفترات طويلة ومتكررة في ظل ارتفاع درجات الحرارة الناتجة عن تحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة حركية. مما يسبب استهلاك أسرع للوحدة ويقلل عمرها الافتراضي، وبالتالي يؤدي لإلزامية الصيانة أو استبدال البطارية بتكلفة باهظة.

وضمن نفس السياق تأتينا مشكلة خامسة، إذ يؤدي الوزن الإضافي إلى استنزاف البطارية بسرعة، خاصة مع الزيادة في الحمولة. من جهة أخرى، قد تعاني السيارات التي تستلم تحديثات برمجية عبر الإنترنت من مشاكل محبطة، خاصة إذا كانت تقوم بتحديث برامجها بشكل منتظم.

كما تُعد عملية شحن، كمشكلة سادسة أساسية، إحدى التحديات الرئيسية لمعظم المستخدمين. خاصة من يقطن منهم في شقق عادية داخل عمارات، حيث يصعب عليهم شحن سياراتهم في المنازل. هذا بالتزامن مع الوقت الطويل لشحنها في المنزل (بالساعات)، أو بمحطات الشحن السريع بما يزيد عن 15- 20 دقيقة كحد أدنى لنسبة تصل إلى 85%، الوقت الذي يُعد طويل في كلا الحالتين..

أخيراً وليس آخراً، لدينا معضلة صعوبة قطع المسافات الطويلة والتنقل في المناطق الوعرة. فالذهاب إلى المناطق النائية والوعرة يصبح غير ممكن بسبب قصر نطاق المدى. مما يجعل الكثيرون يعيدون التفكير في أولويات الشراء، لا سيما أن معظمهم يميلون إلى اختيار مركبات ذات دفع رباعي أو أداء رياضي..

وختاماً، يبرز عامل ارتفاع الأسعار مقارنةً بالطرازات العاملة بالوقود، وضيق الخيارات المتاحة في السوق الإقليمي الخاص بنا، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على قطع غيار في بعض الدول، نقاط سلبية نحو عملية اقتناء هذا النوع.

بالرغم من أن السيارات الكهربائية تملك بعض المزايا المتطورة جداً، إلا أنها لا تزال تواجه بعض التحديات في الشرق الأوسط. لكن مع تطور البنية التحتية وزيادة توفّر البيئة المناسبة لها، مع انطلاق علامات محلّية في دول عدة لإنتاج وصناعة طرازات كهربائية، مثل “سير” في المملكة العربية السعودية، من المتوقع أن تصبح هذه المركبات أكثر انتشاراً في بلادنا خلال الأعوام القادمة.

وإلى حين ذلك، ننصح باعتماد السيارات الهجينة، حيث تقدم منافع تجمع بين إيجابيات الفئة الكهربائية ومثيلاتها المعتمدة على محركات الاحتراق العادي. فلا شك أن الفترة القادمة ستحمل معها وعي كبير يُمهّد لدخول حقبة الطاقة المستدامة، بشكل أفضل ومتقدم في المملكة والدول المجاورة..