اليوم سنشارككم تفاصيل مسيرة دانية عقيل، صاحبة المركز الثالث في قائمتنا لأبرز 10 شخصيات نسائية في عالم السيارات ضمن الشرق الأوسط. ولدت السائقة السعودية في مدينة جدة، وتخرّجت بدرجة البكالوريوس في “التاريخ الحديث والسياسة” من جامعة رويال هولواي في لندن بالمملكة المتحدة. ثم انتقلت لإكمال درجة الماجستير في “الأعمال الدولية” في كلية هولت الدولية للأعمال، قبل خوض غمار مجال الاستشارات. لكن شغفها في الرياضة الميكانيكية دفعها إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير..

حصلت دانية على أول رخصة نسائية سعودية لسباق الدراجات النارية وشاركت في أول موسم لمنافسات الدراجات النارية في كأس دوكاتي في سلسلة الإمارات الوطنية للدراجات الرياضية Superbike موسم 2019/2020. لتدوّن أول إنجازاتها جائزة “أفضل رياضي صاعد لهذا العام – Rookie of the Year”.

لكن ما لم يكن في الحُسبان تحقق، فبعد مشاركتها في بطولة BMR600 في البحرين، في نهاية 2019، تعرضت لحادث على المسار، أبعدها عن المسابقات لفترة من الزمن. مما دفعها للتفكير في حياتها، وتدوين خواطرها. فقررت تأليف كتاب تحت عنوان “السقوط الحر” بالتعاون مع دار النشر السعودي (كاف). يتضمن الكتاب وجهات نظر من بعض التجارب التي مرت بها، وهو مكتوب على شكل قصص قصيرة، وجميعها حقيقية.

بعد تعافيها من الإصابة، تحوّلت إلى الراليات، لتُصبح أول امرأة في المملكة تشارك في بطولة رالي دولية. فدخلت هذا الميدان من أبرز أبوابه عبر كأس العالم لراليات باها الصحراوية، فما كان منها إلا أن توجت، في عام 2021، بلقب أول امرأة تحصد لقب الكأس المذكور ضمن فئة T3، على الصعيد الدولي أجمع.

لم تكتفِ المحترفة الإقليمية ضمن فريق ريد بُل للسباقات بذلك، بل دوّنت نجاح آخر تمثّل بكونها أول سيدة سعودية تشارك في رالي داكار في عام 2022، والأولى على مر التاريخ، التي تحرز أحد المراكز العشرة الأولى فيه. فقد خاضت معركة تسابق مع نفسها ومع المتنافسين الآخرين، حيث هدفت في البداية إلى مجرد الاستمتاع بالقيادة والمشاركة وإنهاء مهمتها على أكمل وجه، لتجد نفسها في أحد المراكز المتقدمة. إلا أن حادث طفيف أدّى إلى تأخرها 4 ساعات خلال عملية إصلاحها، مع بقاء خمسة أيام على نهاية الحدث. لتستجمع قواها مجدداً وتُنهي السباق في المركز الثامن. هذا مع نيلها المركز الثاني في كأس العالم باها ضمن فئة T3.

في الآونة الأخيرة، تألقت من جديد وحققت المركز الثالث في الترتيب العام للفئة نفسها ضمن بطولة “باها” لعام 2023. لم تكن الرحلة سهلة بالنسبة لها، حيث واجهت تحديات ومخاطر كثيرة، بما فيها الظروف الجوية القاسية والتضاريس الطبيعية الصعبة. ومع هذا، استطاعت تجاوز التحديات وتحقيق نتائج مميزة بفضل مهاراتها الاستثنائية في القيادة والتخطيط الاستراتيجي.

وعلى هامش الإنجازات، تفوّق في بطولة الشرق الأوسط للراليات بصعودها ثلاث مرات لمنصات التتويج، في السنوات 2018 و 2019 و 2022. بالإضافة إلى ذلك، حققت العديد من التتويجات المتنوعة، مثل رالي الأردن، ولبنان، وقطر، مما يبرز مدى تألقها وتميزها خلف المقود.

في هذا السياق، صرّحت عقيل قائلةً: “لم تكن أنوثتي في يوم من الأيام حاجز أمام دخولي نطاق الدراجات النارية والراليات، إذ تسمح قوانين السباقات في الدول الخليجية وجميع الدول مفتوحة لمشاركة النساء. كانت محبتي لهذه الرياضة دافع أساسي للمشاركة في فعالياتها في الإمارات والبحرين والمملكة.

لقد واجهت دانية العديد من التحديات في مسيرتها المهنية، ضمن بيئة يهيمن عليها الرجال. وضمن هذا الصدد، تطمح إلى تحقيق المزيد، وتشكل مصدر إلهام للنساء العربيات لتحقيق أحلامهن. كما تُجسد نموذج ملهم للمرأة العربية، حيث أثبتت إمكانياتها لتحقيق النجاح في مختلف المجالات.

إذ تُعد مصدر إلهام للنساء اللواتي يسعين للمشاركة في رالي السيارات، حيث يُؤكد عزمها وتصميمها العتيد قولها “الحلم حق مشروع لمن أراد تحقيقه”. كما تشجع الفتيات الطموحات والساعيات لدخول هذا القطاع عبر قول: “الشغف وحب الاستكشاف والمغامرة عوامل مهمة في سباقات المركبات. الإرادة والإصرار كفيلان بالتغلب على أي عقبة”.

تمثل دانية قصة نجاح حقيقية تُبرهن تحقق الأحلام، عبر الإرادة والتفاني، بغض النظر عن التحديات التي تواجهها.