من الجدير بالذكر أن العديد من علماء الوطن العربي وغيرهم من دول الغرب قد توصلوا إلى اكتشافات مهمة في مجال المحركات الهيدروجينية التي تعتمد على الماء كمصدر للطاقة. إلا أنه في الآونة الأخيرة، خرجت معلومات للعلن، عن الرجل الأكثر إثارة للدهشة في العالم، “إيلون ماسك – Elon Musk”، تُفيد بأنه أقر بأن شركته الشهيرة للسيارات الكهربائية “تسلا – Tesla” ستُنتج سيارة تعمل بالماء.. فهل الخبر صحيح؟
لا، قطعاً لا.. لماذا؟ في البداية، انتشرت منشورات على منصات مثل فيسبوك وإكس (تويتر سابقاً) تدّعي أن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، أعلن عن إطلاق “محرك يعمل بالماء” لا يُنتج سوى البُخار النظيف، دون أي انبعاثات ضارة.
ومع ذلك، هذا الادعاء غير صحيح. في حين أن الأمريكي لم يُعلن أياً من ذلك، كما لم تصدر تسلا بيان صحفي رسمي حول هذا المنتج. وقد قامت منظمات رسمية متخصصة في الولايات المتحدة في التحقق من هذا الادعاء وأكدت عدم صحته..
من جهة أخرى، انشرت في منصات التواصل الاجتماعي تصريحات له حول تحويل تركيز تسلا من البطاريات إلى الطاقة الهيدروجينية. وكوننا في عصر التكنولوجيا الفائقة، أشارت العديد من أدوات الكشف عن المحتوى المصمم بالذكاء الاصطناعي إلى أن اثنتين من الصور الثلاث المرفقة في المنشورات قد تكونان قد أُنتجتا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. مما يلغي الأمر برمته..
الغريب هنا، أن هذه المنشورات قد لاقت رواج كبير بين روّاد قطاع السيارات من حول العالم. لتنطلق معها حملة واسعة من “التطبيل”، فاقت نظيرتها العائدة لتاريخ إعلانه عن الإنترنت المجاني بما يتعلّق بشركة ستارلنيك التابعة لـ ماسك. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المنشورات ظهرت بعد يوم واحد من وصول تسلا إلى قيمة سوقية تبلغ تريليون دولار.. وهنا يكمن التساؤل الأبرز عن هوية الجهة التي تُحاول انتزاع هذا النجاح من الشركة الأمريكية..
مع العلم أن مفهوم محركات الهيدروجين هي تقنية تعمل العديد من شركات السيارات العالمية الحالية على إدراجها ضمن خطوط إنتاجها. تعمل باستخدام خلايا وقود هيدروجينية لتحويل الهيدروجين إلى طاقة كهربائية لتشغيل المحرك.
في هذه العملية، يتم تخزين الهيدروجين في خزانات مضغوطة داخل السيارة، وعند تشغيل المحرك، يتم تزويد الخلايا بالهيدروجين الذي يتفاعل مع الأوكسجين الموجود في الهواء لتوليد الكهرباء. لا ينتج هذا التفاعل أي انبعاثات ضارة، بل فقط بخار ماء، مما يجعل هذه التقنية صديقة للبيئة. يتم استخدام الكهرباء الناتجة من التفاعل الكيميائي لتشغيل المحرك الكهربائي الذي يدفع العجلات.
على سبيل المثال، سبق للعملاق الكوري “هيونداي – Hyundai” أن قدم نموذج اختباري يعمل بهذه التقنية ويُدعى هيونداي N Vision 74. فيما قام العملاق الآخر الياباني “تويوتا – Toyota”، وبالتعاون مع الهيئة العامة للنقل في المملكة العربية السعودية، وكل من شركة عبد الله هاشم للمعدات والغازات الصناعية، وعبداللطيف جميل للسيارات “الموزع المعتمد للعلامة في البلاد، بإطلاق مشروع تجريبي لسيارات الأجرة العاملة بالهيدروجين. مما يؤكد إمكانية تثبيت هذه التكنولوجيا قريباً على مستوى شاسع دولياً.
بينما تحدثنا مُسبقاً كذلك عن سوبر كار ألبين Hy4 العاملة بنفس الطاقة المستدامة موضوعنا.. بالتزامن مع العديد من التقارير الأخرى الرامية إلى الهدف نفسه. وبات من المؤكد أن محركات الاحتراق الداخلي هي التقنية الأقرب للاندثار والاختفاء قريباً. ولتبسيط الأمر، يُمكننا الاستدلال بما حصل في قطاع الميديا البصرية، حين تم استبدال أقراص الـ DVD بتقنية الذاكرة السحابية Cloud Memory..
في الختام، تبقى تقنية المحركات الهيدروجينية واعدة في عالم صناعة السيارات، حيث تمثل خطوة هامة نحو مستقبل أكثر استدامة وصداقة للبيئة. وعلى الرغم من أن “محرك المياه” قد لا يكون واقع قريب، فإن الأبحاث في مجالات الطاقة المتجددة مثل الهيدروجين تبشر بتطورات كبيرة في صناعة السيارات.