الإنجليز.. الأساتذة التاريخيون في عالم الماركتنج، قبل أن يولد الحلم الأمريكي حتى.. ويتجلّى هذا في طرح بنتلي (Bentley) لتصميم مُحدث لشعارها يحمل سمة “المُجنّح”.. وعلى ما يبدو أنه سيُزيّن سيارة اختبارية جديدة كلياً هدفها تجسيد التوجّه العام للصانع البريطاني في تصميم طرازاته المستقبلية.. فهل هي البذرة الصغيرة التي تبدأ أعظم روايات الأدب الميكانيكي الإنكليزي؟
مرحباً إذاً، بالشعار الخامس فقط في تاريخ بنتلي الممتد على مدار 106 أعوام.. يُمثّل هذا التصميم “أكبر تغيير يطرأ على الشعار الأيقوني منذ أكثر من قرن”. وهذا الادعاء مُبرّر تماماً، فشارة حرف B الطائر لا تقل أهمية عن تمثال “روح النشوة” لـ رولز-رويس (Rolls-Royce)، أو الحصان الجامح لـ فيراري (Ferrari)، فهي علامة فارقة تميز خط إنتاج بنتلي على الفور.
حسناً، لم يجتمع كبار الإدارة في الشركة بعد يوم طويل وغداء لذيذ، ثم قرروا تغيير الشعار بشكل عبثي.. تم الأمر من خلال اختيار التصميم الفائز من بين مقترحات داخلية، وكان من إبداع المصمم يونغ نام. وُصّفت الأجنحة الجديدة بأنها “أكثر حدة ودرامية”، وقد استُلهمت من عالم الساعات الفاخرة، كالحواف المائلة للزجاج والحواف المعدنية المصقولة.
لذا، وفي سياق اعتباره مجرد تغيير، قد يبدو لك مجرد تحديث تسويقي.. لكن الأمر يتجاوز ذلك بكثير.. ففي عام 1919، كلف المؤسس والتر أوين بنتلي صديقه الفنان ف. غوردون كروسبي بتصميم لوغو لسياراته الجديدة، واليوم، بعد قرن من الزمان، لا يزال إرث “الجناحين” يحلق عالياً.
لاحقاً في عام 1931، تم تغييره مجدداً.. وذلك عندما استحوذت رولز-رويس على بنتلي، ليتخذ مظهر متناظر مع حرف B بشكل أكثر بساطة. ليُصبح حينها أطول شعارات العلامة عمراً. أما التغيير الثالث فكان في عام 1996، ثم مجدداً في عام 2002 بعد انضمام بنتلي إلى “إمبراطورية فولكس واجن”، حيث اعتُمدت هوية بصرية جديدة تزيّن لاحقاً سيارة حملت اسم “كونتيننتال GT”.
خرجت تصريحات من مسؤولين يعملون في مكاتب الكيان العريق مُصرّحةً بأن الرمز المجنّح الجديد، بالتزامن مع النسخة الاختبارية التي ستحمله أولاً، يوجهان الأنظار بدقة إلى مستقبل واعد ومثير لكيانهم ومنتجاته المصممة بدقة يدوية.. وهذا حقهم.. يقومون بتصدير الفخامة البريطانية بأبهى حُلّة ممكنة يا رجل..
أما بالنسبة للمركبة الاختبارية نفسها.. فبحسب مصادرنا، سيُكشف عنها في 8 يوليو الجاري.. ترقبونا لمعرفة كيف سيبدو التوجه التصميمي الجديد.. فالإنجليز لا يُساومون على مبدأ الرفاهية الفاخرة يا أصدقاء.. عمتم مساءً..