في خطوة تسويقية مفاجئة أثارت حيرة البعض وسخرية البعض الآخر، أعلنت نيسان مؤخراً عن إطلاق عطر جديد باسم “شم دخاني” (Smell My Dust) احتفالاً بسباق فورمولا إي الافتتاحي في شنغهاي، الصين. لدينا سؤال وجيه هنا، هل هذا أحد المقالب التسويقية التي ستصبح ترند الأسبوع، أو مجرد منتج جديد فعلاً؟

قد يعتقد البعض للوهلة الأولى بعدم صحة هذا الإعلان، لكن مضى على مناسبة كذبة أبريل شهران تقريباً.. لكن الأمر جدي تماماً، إذ أكدت الشركة رسمياً إطلاق هذا العطر الفريد من نوعه والذي يمزج بين رائحتين غير متوقعتين على الإطلاق. هما زهر الكرز (الرمز الياباني الشهير والذي يزين سيارات فريق نيسان في الفورمولا إي) وبقايا إطارات السباق! نعم، ما قرأته صحيح..

بحسب تصريح رسمي من العلامة، “هو يدمج بين نغمات ساكورا، الزهرة المعروضة على سيارات السباق Nissan e-4ORCE 04 التابعة للفريق، مع رائحة بقايا الإطارات، لتجمع مزيج مدهش”.. حسناً، تحديداً عبارة مزيج مدهش” لا نتبناها..

فكذلك، وفقاً للعلامة اليابانية يجسد هذا الإصدار الجمال الرقيق لزهرة الكرز، مع الإثارة والحماس اللذين يميزان عالم سباقات المحركات.. لقد أثارت هذه الفكرة جدل واسع في أوساط مجتمع السيارات والتسويق على حد سواء. ففي حين ينظر البعض لهذه الحملة كواقعة ستخلق ضجة إعلامية كبيرة وتسلط الأضواء على مشاركة الفريق في بطولة فورمولا إي، يشكك البعض الآخر في جدوى هذه الخطوة التسويقية غير التقليدية.

من الواضح أن أحد صانعي العطور في شنغهاي ابتكر العطر باستخدام بقايا حقيقية من إطارات Formula E-spec، وتخبرنا نيسان بازدهار سوق العطور الصيني حالياً بفضل “هوس الجيل Z بالعطور المتخصصة”. نعم، هناك من يرغب بأن تفوح منه رائحة الأزهار، لكن هل هناك أحد يرغب بفوحان رائحة الإطارات التالفة بعد جولة درفت قوية منه؟ لا نعتقد ذلك..

من ناحية الفائدة التسويقية، لا شك أن إطلاق “شم دخاني” سيجذب الأنظار والانتباه إلى علامة نيسان بطريقة فريدة ومبتكرة. كما يحمل الاسم الجريء رسالة تحدٍ وغرور موجهة للمنافسين، وهو ما قد يثير حماس فئة معينة من الجمهور.

على أي حال، يأمل القيّمون على مجلس إدارة الصانع الياباني تربط هذه الرائحة “الغريبة” فريقه للسباقات الكهربائية بجيل جديد من المشجعين المحتملين.. لكن أولاً، رجاءً، دعوا السائقين أوليفر رولاند وساشا فينيستراز يستمتعان قليلاً بهذا العطر، قبل السباق في نهاية هذا الأسبوع، قد تكون الخسارة متوقعة في تلك الحالة..

يبقى علينا انتظار ماهية مصير “شم دخاني” وما إذا كان سيحقق أهدافه التسويقية المرجوة أم سيُكتب له الفشل. بغض النظر عن النتيجة، ستظل هذه الخطوة الجريئة من نيسان محفورة في تاريخ أغرب الحملات التسويقية التي شهدها عالم صناعة السيارات.