مرحباً بك في عالم EA FC 26.. اللعبة التي تحمل على عاتقها إرث فيفا الممتد لعقود، وتدخل هذا العام بموجة تغييرات جعلت جماهير كرة القدم الرقمية تنقسم بين من يصفق بحماس ومن يرفع حاجب الشك.. نعم، حاجب الشك.. فهل نحن أمام الجزء الأفضل منذ سنوات؟ أم مجرد “تحديث موسمي يتألق عبر سمة ألوان نقية وفاخرة” بسعر 70 دولار؟ دعنا نغوص في التفاصيل سوياً..

حسناً، سنبدأ بما يخص أسلوب اللعب: النجم الأكبر المخصص لعام 26.. نمط “الواقعية” ضد نظيره “نمط التنافسية”! هذا العام قررت EA أن تعطيك خيارين واضحين.. يظهر الخيار الأول “المُستحدث” على هامش مفهوم النمط الواقعي (Authentic Mode)” – هنا تبدأ القصة الجدّية: ستلعب ضمن نطاق مُستحدث حيث يؤثر الطقس فعلاً على المباريات، فيما تحتاج التمريرات والتسديدات إلى دقة عالية. كما ستلاحظ فوراً أن سرعة اللاعبين “طبيعية” وكأنك تشاهد مباراة في الدوري الفرنسي يوم الأحد.. مثالي لطور Kick Off وCareer لمن يريد تجربة قريبة من المستطيل الأخضر الفعلي..

في المقابل، يأتي الخيار الثاني الاعتيادي من الشركة المطوّرة في إطار نهج “النمط التنافسي (Competitive Mode)” – التجربة الكلاسيكية السريعة، حيّز يُسيطر فيه كل من مودات ألتميت تيم والنوادي (Clubs). إيقاع سريع، متعة تسجيل أهداف غزيرة، بتمريرات وتسديدات تتطلب أداء مُتقن ومرونة عالية في تحديد اتجاهها، مع دفاع أقرب ما يكون للمنطقية..

وقد يثير غضبك ذلك الدفاع، “كما حصل مع صديق مُقرب لنا في الأمس”، عندما تبدأ حروب التدخلات البدنية التي توحي بأنها حقيقية جداً.. فمن الممكن أن تضطر لشراء العديد من وحدات التحكم.. ستعرف مستقبلاً السبب.. ولا تنتظر، اطلبها الآن، ستحتاجها بعد مباراة طويلة سيطرت عليها كلياً ثم خسرت بسبب واقعية الأفضلية البدنية.. بعدما تم إرساؤها في أسلوب اللعب هذا العام، سواء للمهاجمين والمدافعين..

لقد منحتنا اللعبة ستايل مثير يعتمد على المهارات الديناميكية الجوهرية للاعبين، باستجابة رفيعة المستوى من ناحية سرعة التطبيق ما بين نقرات وحدة التحكم واللاعب المحدد. مما يوفّر القدرة على تطبيق الفكر الكروي الخاص بك بشكل سهل و”منطقي”.. ستعتقد أنك تشاهد مباراة كرة قدم حقيقية في يوم سبت ممتاز من البريميرليغ، ولكن بنمطك الخاص يا صديقي.. لا سيما عندما ترى حركة الكرة على العشب خلال إرسالها من جهة لأخرى..

لكن، ولأول مرة منذ سنوات، يقدم أسلوب اللعب تنوع جدي واسع بين الهجوم، الكرات القصيرة، ونظام التيكي تاكا (Tiki Taka)، وحتى الضربات الركنية. لم تعد محصوراً بـ “مهارة واحدة OP”، مثل كرات FIFA 19 العرضية أو تسديدات Finesse من FIFA 23.. إنها عودة المدرسة القديمة (Old School) بمنظور ذكاء اصطناعي أكثر تطوراً وحداثةً..

ستتمكن من المراوغة والقيام بحركات مهارية ممتعة، إلى جانب إتمام تمريرات فنية متقنة، تماماً كما تُفكر في رأسك.. نعم، ستوفر نسخة هذا العام إمكانية تطبيق ما يدور في ذهنك من فكر كروي على أرض الملعب.. نصيحة سريعة هنا: عليك الاستفادة من عامل “السرعة”، فهي أهم ما يجب البناء عليه.. اسبق خصمك بخطوة واحدة على الأقل وستجد نفسك في مواجهة المرمى والحارس.. وفي تلك اللحظة، استعمل مهارة “Driven Shot” لتفوز..

في حين يظهر عيب واضح: المدافعون بطيئون قليلاً بالنسبة للمهاجمين، ما يعني أنك قد تسجّل وتستقبل أهداف بالجملة. ربما تحديث قريب يُصلح الكارثة.. وهذا ما اعتدنا عليه دائماً في الشهر الأول بعد الإطلاق لكل إصدار.. وضمن نفس السياق، نستطيع القول بأن رصف خطوط الدفاع والتحكم بها كـ “منظومة خط دفاع” وليس دفاع فردي، سيحول دون استقبالك للعديد من الأهداف.. ونعم، ستلاحظ ديناميكية ممتازة في مساندة لاعبي الدفاع الآخرين لك خلال الهجمات المرتدة أو المنظّمة حتى..

من جهة أخرى، حصلنا على تحسينات صغيرة مع طموحات قريبة واعدة في طور المهنة (Career Mode). لطالما كان طور المهنة محبوب لعشاق الإدارة. هذا العام، أضافت EA لمسة درامية، ستواجه إصابات طويلة قد تغيّر مسار موسمك، وانتقال للمدربين إلى أندية جديدة (أخيراً!).

رغم هذه الإضافات، ما زال الطور بعيداً عن عمق Football Manager. إن كنت تبحث عن “تجربة محاكاة شاملة”، فلن تجدها هنا. لكن إن أردت مغامرة ممتعة وبسيطة، فهذا الطور سيخدمك.. ستحظى بالمتعة المرتقبة حين تحاول إرساء نهج الفكر الخاص بك كمدرب يُريد بناء الفريق..

أما طور ألتميت تيم فبات أقل ضغطاً مع المزيد من الجوائز. أكبر انتقاد في السنوات الماضية كان “الـGrind” اللامتناهي: تغيب أسبوعين؟ فريقك فجأة أضعف من الجميع.. إلا أن الشركة المُطورة وعدت بتقليل المحتوى الأسبوعي لإعطاء اللاعبين راحة أكبر.. وإذا التزمت بهذا الوعد، سيكون حقاً إنجاز تاريخي..

أما الإضافات الجديدة هنا فهي طور البطولات الجديد بجانب Rivals وChampions، مثل الكؤوس ذات الطابع الخاص (مثلاً كأس الوصول المبكر)، وتغيير نظام Rivals ليصبح السقوط أسهل، لكن بمكافآت فورية أثناء اللعب (تحديات مثل تسجيل هدفين بالشوط الأول، أو استخدام لاعب TOTW). إلا أنه ما زال ينقص ألتميت تيم “قفزة جذرية” تجعل التجربة جديدة بالكامل..

ننتقل الآن لواجهة المستخدم والرسوميات.. إيجابية إلى حد كبير.. إذ تبدو القوائم مميزة بألوان معززة وحادة في وضوحها ونقاوتها.. دون تقديم أي جديد يُذكر سوى تغيير الألوان وسرعة التبديل بين الإعدادات والتحضيرات ما قبل المباراة (على عكس الإصدارات السابقة).. أما العيب الوحيد في الإعدادات فهو عدم القدرة على الدخول إلى قائمة الـ Tactics بدون دخول خصمك معك، مما قد يدفعك إلى الغضب والالتفات لمتابعة التهام الأطعمة غير الصحية بجانبك.

أما بالنسبة للرسوميات، فلا يوجد اختلاف في الأساسيات عن الإصدار السابق (FC 25)، مع وجود تحسينات ملحوظة في مفهوم “حدة ونقاوة الجرافيكس نفسها”. ومع ذلك، تُعتبر الرسوميات مقبولة جداً لأن تركيز اللعبة الأساسي ينصب دائماً على أسلوب اللعب وليس على دقة ملامح اللاعبين..

وبما يتعلّق بلغتنا الأم “العربية”.. يتم توفير دعم جيد للمنطقة العربية في اللعبة، وجرى إتاحة اللغة العربية بالكامل. ومن الأخبار السارة أيضاً أن الموسيقى قابلة للكتم، مما يريح عشاق اللعب في هدوء. على الجانب الآخر، يلاحظ وجود نوع من المحتوى الجدلي، والذي يظهر بوضوح وكثرة، خاصةً في أطقم البداية في ألتميت تيم.

الخلاصة: هل تستحق الشراء؟ إذا كنت من عشاق ألعاب كرة القدم الافتراضية وتعيش أجواء ألتيمت والمهنة يومياً.. فنعم، EA FC 26 تستحق التجربة بجدارة.. لكن، إن كنت لاعب عابر، تبحث عن تجربة خفيفة بين ألعاب التصويب أو العالم المفتوح.. فيتوجب عليك توفير أموالك لألعاب أخرى.. لأن إصدار 2026 يحتاج إلى ثقافة كروية عالية الطراز، فهو مصممة لتلبية الجموح الكروي لمحبي الفوتبول..

التقييم النهائي:

  • أسلوب اللعب: 9/10
  • ألتميت تيم: 8/10
  • طور المهنة: 7/10
  • واجهة المستخدم: 8/10
  • المتعة الكلية: 8.5/10

يبقى الأمر المرتقب هنا هو طبيعة التحديث القادم، فقيمة اللعبة الجوهرية عادةً ما تظهر بعد التحديث الأول.. لا سيما مع إتمام صفقة امتلاك الشركة المُطوّرة من قبل صندوق الاستثمارات السعودي.. ستنتقل كرة القدم الافتراضية إلى مستوى آخر.. ننتظر ونترقب..