







الأمر برمته بدأ في 1994، واليوم نحتفل بمرور 30 عام على واحدة من أشهر سلاسل ألعاب السيارات المُجسّدة لغضب وطيش مراهقتنا وحب المغامرة. نعم، إنها نيد فور سبيد (Need For Speed)، سلسلة السباقات الأكثر مبيعاً في العالم، منذ ظهورها في تسعينيات القرن الماضي، على رفوف المتاجر ومن ثم دخولها لحيّز المتاجر الرقمية. وستستمر السلسلة بعد الكشف عن تحديث Vol. 9 من Need for Speed Unbound المتوقع صدوره في 26 نوفمبر.
“يتمحور الأمر حول ثلاثية: السياق، التخصيص، والعواقب.” هذا ما صرح به جون ستانلي، المخرج الإبداعي لـ Need For Speed Unbound عند السؤال المباشر الذي شغل أذهان المطورين والمصممين الحاليين والسابقين، وهو “ما المعنى الحقيقي لكونها لعبة Need for Speed؟”..
كما أضاف: “لطالما كانت هناك خلفية واضحة تفسر كل خطوة تقوم بها في اللعبة. ما الهدف من قيادتي لهذه السيارة من مكان إلى آخر؟ وما السبب وراء ضرورة تحسينها من مستوى معين إلى مستوى أعلى؟ تكمن الإجابة في السياق العام للأحداث. بالإضافة إلى ذلك، اكتشفنا في الفترة الأخيرة أن الابتكار والتميز في عالم صناعة السيارات يلعبان دور محوري لا يمكن إغفاله”.
في هذه السلسلة من السباقات غير القانونية، تضعك اللعبة في جو مشحون بالإثارة والقلق، فيسيطر عليك الخوف من فقدان سيارتك بينما تتوق إلى الفوز بسيارة الخصم أو الحصول على مكافأة تمكنك من شراء وتطوير مركبات جديدة.
وعندما نتطرق إلى التعديلات، فإننا نعني تلك التحسينات الميكانيكية المخصصة لتعزز أداء السيارات، مما يجعلها أسرع وأكثر مرونة في التعامل مع التحديات. ومن بين هذه التحسينات: زيادة قوة المحرك، تركيب الشاحن التوربيني (Turbo)، تحسين القير (Transmission)، وتطوير الإطارات والمكابح، بالإضافة إلى تعزيز ثبات المركبة عبر نظام التعليق (Suspension). ولا نستطيع إغفال دور النايتروس “أيقونة اللعبة الأولى”، لطالما وفر لنا دفعة قوية من السرعة عند الحاجة.. لا سيما في سباقات فئة دراق..
أما فيما يتعلق بالتخصيص، فإن اللعبة تمنحك حرية كبيرة في تعديل وتصميم النماذج في كراجك. لقد تطورت هذه الإمكانيات من مجرد تغيير الألوان إلى خيارات شاملة تشمل إعادة تصميم المركبات بالكامل وإضافة تصاميم بودي كيتس وفينيل فريدة تستطيع الاطلاع عليها كقطع فنية.
ونعود مرة أخرى إلى جو التوتر داخل أروقة اللعبة، حيث كنت تقود سيارات أحلامك مع الخوف الدائم من فقدانها. اتسمت الفكرة الأساسية للعبة بالبساطة والمباشرة: “قد سيارتك المميزة، اشعر بأنك بطل، واهرب من الشرطة.” فالهروب من الشرطة هو أحد أبرز التحديات، إلى جانب الفوز بالسباقات أو مواجهة خسارة الأموال.. يا لروعة طفولتنا يا رجل..
كذلك لا يمكننا أن نغفل العلاقة الوثيقة التي تربط اللعبة بثقافة الهيب هوب، بدءاً من موسيقى الراب الصاخبة المُعبّرة عن تمرد المراهقين، مروراً بأضواء النيون البراقة لتزين أسفل الهيكل، ووصولاً إلى تصميم A$AP Rocky لمركبة E150 في نسخة Unbound.
وقد شهدت هذه الثقافة تطورات كبيرة على مر السنين، من فئة العضلات الأمريكية في سبعينيات القرن الماضي، إلى تحويل الإصدارات العائلية العادية إلى وحوش بأكثر من 600 حصان، وصولاً إلى ظهور طرازات الـ Sleepers ذات المظهر العادي، لكنها طبعاً تخفي قوة هائلة..
وكما حدث مع العديد من الألعاب الأخرى، واجهت السلسلة تحديات كبيرة وفترات صعبة، وهذا ما أشار له المنتج باتريك هونورات، إذ فقدت اللعبة جزء من بساطتها وسهولة الوصول، وهذا ما جعلها مميزة في الماضي. في حين، بلغت ذروة نجاحها مع إصدارات Underground وMost Wanted في بداية الألفية الجديدة.. وحتى اليوم، لم تتمكن ملايين الدولارات المنفقة في تطوير الإصدارات اللاحقة من سد فراغ النموذجين المذكورين.. يا للهول..