من المتوقّع أن غياب 6 سنوات كافٍ لإنتاج لعبة مذهلة.. لكن ما حدث ليس كذلك تماماً..














بعد غيابٍ دام لستة أعوام، يعود إلينا الآن استوديو Turn 10 بنسخةٍ مُعاد طرحها “Reboot”، من الجزء الأول الذي صدر منذ 20 عاماً من لعبة “فورزا موتورسبورت – Forza Motorsport”.
من المفترض أن تمنح الألعاب الإلكترونية الحماس والتشويق اللازمين لتوفير عوامل التسلية المتعارف عليها في قطاع الجايمينج. إلا أن افتقار هذا الإصدار لتنوّع محتوى الإطلاق وعدم جلب أفكار ابتكارية لطور السباقات الشرعية التي تم التركيز عليها، يجعلان منها شبه تقليدية لعشاق ألعاب السباقات.
في البداية لنوضّح الفرق بين هذه النسخة وسلسلة هورايزون. تعتمد هورايزون تقديم سباقات أكشن في العالم المفتوح والطرقات أكثر من سباقات واقعية داخل حلبات السباق. بينما تستند اللعبة خاصتنا على السباقات الشرعية مثل الفورمولا 1، إنما باستخدام السيارات الرياضية بمختلف أنواعها. إذ تكشف عن مجموعة أدوات محاكاة واسعة للحلبات القانونية والسباقات المنظّمة. لذلك يُمكن إطلاق تسمية “منصّة السباقات” على فورزا موتورسبورت بدلاً من لعبة..
لعل أبرز ما يُميّز هذه الألعاب، هو طور “المسيرة المهنية – Career” المتضمّن لأجزاءٍ من قصة تشويقية تُحاكي البطولات الحقيقية. فيسعى اللاعب خلالها للحصول على الكؤوس والألقاب واختيار الداعم المادي الأنسب له، ما يُتيح له التمتّع بتجربةٍ افتراضية تُشبه العالم الحقيقي الخاص بقطاع الرياضة الميكانيكية. وبذلك، يستطيع التعرّف إلى الخصائص والتحديات، إلى جانب تحديد نمط السيارة أو السباقات المفضّل له كلاعب. لكن لم يوفّر هذا الطور الإضافات المنتظرة لهذا العام، فقد اتّسم بالطابع التقليدي الاعتيادي، بدون أي لمسات استثنائية.
أما من الناحية البصرية، فلطالما تميّزت فورزا بقدراتها العالية في رفع مستوى الواقعية لجهة الرسومات. فستجد تشكيلةً واسعة من البيئات المختلفة مثل الجبال الأمريكية وحلبات السباق الشهيرة من مختلف أنحاء العالم. فسواء كنت تفضل الحلبات الصحراوية أو المضامير الاسفلتية، ستقدّم اللعبة المعايير الفيزيائية والبصرية الملائمة للأجواء النهارية أو الليلية، وللطقس الصافي أو الغائم على حدٍ سواء.
كما يعتمد أسلوب اللعب على محاكاة القيادة الواقعية، حيث يتطلب من اللاعب قيادة السيارة بذكاء وسرعة فائقة للتفوق على منافسيه، حتى ولو بفارق بسيط. من جهةٍ أخرى، يجب تجنب ارتكاب الأخطاء، لأن ذلك قد يؤدي إلى فرض عقوبات عليه قد تؤثر على زمنه في الجولة، وبالتالي على مركزه في السباق. فذلك ما سيجذبك للعودة إلى اللعبة مراراً، فإنها الجزء الأكثر ديناميكية من فورزا. بلغةٍ أخرى، هي تترجم عدوانية عالم سيارات السباق الأصيلة أكثر من أي وقتٍ مضى.
على الرغم من امتلاك هذه النسخة لعدد حلبات كبير، ومجموعة سيارات واسعة، إلا أننا تفاجأنا أن إصدار الجزء السابع كان يضم عدداً أكبر من السيارات بواقع 32 مضماراً و 700 سيارة سابقاً، مقارنةً مع 20 مضماراً و 500 سيارة الآن.. منها 100 سيارة جديدة كُلياً تشهدها سلسلة Forza Motorsport لأول مرة، مثل طراز 2023 من Cadillac V-Series.R وطراز 2024 من Corvette E-Ray.
كذلك تم توسيع جانب القطع القابلة للتعديل إلى ما يصل لـ 800 قطعة منها ما يشمل الإطارات والعتاد وتدفق الهواء. وبالتالي يجب ضبط كل تفصيل يخص أداء السيارات بشكلٍ عميق.. عميقٍ جداً إلى حد الملل، ما يحول لإبعاد اللاعب عن الأجواء الحماسية.. لكن في النهاية قد يبدو عديم الأثر ظاهرياً، ولكنه فائق التأثير خلف عجلة القيادة. الأمر الذي يُعزز التواصل بين اللاعبين وسياراتهم. وكلما شرعوا بقيادة مركباتهم لوقتٍ أطول، زادت نقاط CXP الخاصة بهم وزادت المراحل، لتكسب المزيد من العملات لتطويرها شيئاً فشيئاً.
ذلك بالإضافة إلى مستويات صعوبة مختلفة تُحدَد بحسب المتنافس، من 8 مستويات مختلفة وثلاث قواعد للتسابق. وبناءً عليه تتغيّر صعوبة السباقات والجوائز بمرونةٍ منقطعة النظير. وضمن نفس الصدد، رفعت الشركة من قدرات الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح المتسابقون الافتراضيون على قدرٍ كبير من التحدي بدون أي نوع من الخدع، وقد يقومون بأخطاء قريبة من طبيعة الأخطاء البشرية خلال التسابق. لكن ما لاحظه معظم اللاعبين أنه في بعض الأحيان قد يصعب الفوز على المتسابقين الافتراضيين في حال تربّعهم في مراكز المقدّمة، وكذلك سهولة الفوز عليهم في حال احتلالهم للمراكز المتأخرة. صعوبة كبرى في الفوز أو سهولة مؤكّدة.. ليست النتيجة المرجوّة..
في المقلب الآخر، يُعتبر الوطن العربي من أكبر المناطق التي تعلو نسبة عشاق لعبة فورزا فيها. لكن الشركة المطوّرة لم تكلّف نفسها عناء إضافة اللغة العربية لهذا العنوان الكبير حالياً. بل تم دعم لغات أخرى نسبة اللاعبين المتحدثين بها أقل بكثير من نظيرتها العربية. لا سيما أن معظم شركات تطوير الألعاب الآن تتهافت لدعم اللغة العربية في ألعابها، نظراً للنمو الكبير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط عامةً والخليج العربي تحديداً.
تُعد Forza Motorsport لعبة سباق جديدة ذات إمكانات كبيرة، لكنها ليست بدون عيوب. وقد خيّب طور Career الأساسي الآمال قليلاً، إنما نهج اللعبة القائم على مبدأ منصّة الأمد الطويل يؤكد قدرتها على التحديث بمحتوى جديد بشكلٍ مستمر خلال الفترات القادمة. ولعل أبرز ما يُبقينا مُتحمّسين لهذا الإصدار هو الشعور الذي تبعثه تجربة قيادة السيارات والسباقات الواقعية. بمجرد أن تكون خلف عجلة القيادة، فإنك لن تُفكّر بأي أمرٍ آخر سوى تشويق القيادة وعدوانية عالم السباقات. لذلك نترقب التحديثات القادمة آملين معالجة العثرات أو إضافة بعض الميزات، لتأمين دخولها ضمن قائمة أفضل ألعاب السيارات.