في عالم يزداد فيه الاعتماد على السيارات الكهربائية والتكنولوجيا الرقمية، اتخذت لوتس خطوة للعودة إلى قيمها الأساسية. تعد ثيوري 1، مفهوم السوبر كار الكهربائية المستقبلية، شاهد على هذه العودة إلى الأساسيات. كعلامة تجارية معروفة تاريخياً بأسلوبها الخفيف والبسيط والمبتكر، هي تقدم لنا ما يُمثّل فئة السوبر سبورت في العصر الحديث، بعيداً عن مركبات SUV الفاخرة..

يكمن التحدي في الموازنة بين قيم لوتس الأساسية ومتطلبات السوق العالمية. تعد إصدارات الدفع الكهربائي الرياضية الحديثة لديها مثل إليتر وإيميا، رائعة في حد ذاتها.. لكنها مصممة في المقام الأول للأسواق الصينية وأمريكا الشمالية. تم بناؤها باعتماد منصات صينية، وتعطي الأولوية للرفاهية والحجم والطاقة الكهربائية. وعلى الرغم من كفاءتها، فإنها قد لا تعكس تماماً جوهر تراث الشركة..

فما خلف الشعار يجب أن يمثّل فعلياً طابع ورونق الاسم العريق.. يبدو أن هناك تفاصيل دقيقة يجب استكشافها قبل الحصول على صورة كاملة للسيارة، لكن الكشف عن ثيوري 1 يعكس التزام لوتس بخطة “رؤية 80” لتحويلها إلى علامة تجارية عالمية للتكنولوجيا المتقدمة. مما يمهد الطريق لتصميم سيشكل أساس نماذجها المستقبلية.

حسناً، لنركّز الآن على مواصفات نجمة هذا الخبر.. من ناحية الأرقام، نجد أنها تتميز بناقل حركة أحادي السرعة، ودفع رباعي، وقوة هائلة تبلغ 987 حصان. فيما يبلغ وزنها أقل من 1600 كجم، مع بطارية 70 كيلوواط ساعة لتحقق نطاق مدى يصل إلى 400 كم.. مهلاً لم ينتهِ الأمر هنا، إذ تتسارع من السكون صفر إلى 100 كم/س في أقل من 2.5 ثانية، وتصل سرعتها القصوى إلى320 كم/س.. إنها سريعة للغاية.. أمم على الأقل نظرياً.. لا نستطيع سوى تخيل دخان إطاراتها عند الإقلاع..

لكن الأمر ليس مجرد دخان وأوهام.. من جهة المظهر الخارجي، إنه ليس مجرد تصميم ملفت للنظر، بل يُعبر عن نسخة أنيقة بمحرك وسطي. ويتضمن لمسات من لامبورجيني في الأنف المزدوج، مع إشارات من فورد جي تي 90 في الجزء الخلفي العريض. بينما جرى استخدام جنوط معقدة نوعاً ما، مع مكابح AP Racing.

 يتميز الجزء الأمامي بخطوط نقية وحادة، مع أجنحة جانبية خلف العجلات الأمامية، إلى جانب خط جانبي عميق. وكلها تتصل بمشتت هواء خلفي كبير مزدوج الحلقات، وجناح خلفي نشط، يعلو نظام تعليق خلفي مكشوف.. مجردة قراءة الوصف تمنحك نسب أدرينالين مرتفعة لخوض بعض جنون القيادة فيها.. أمم، نعم تذكرنا ليست مركبة إنتاجية..

وطبعاً هناك المزيد، لدينا الكثير من الزجاج والبولي كربونات الشفاف، بالإضافة إلى جناحي لوحة القيادة العائمة الممكن رؤيتها من خلال قاعدة الزجاج الأمامي. كما تتيح المقدمة رؤية ما وراء المصباح الأمامي إلى قنوات المكابح الامامية.. إنها تحفة هندسية حقاً..

تتميز السيارة بتقنيات مبتكرة غير ظاهرة للعين مباشرة. وتشمل التفاصيل الخارجية أرضية منحنية مع قنوات NACA للتبريد، وتدفق الهواء إلى المشتت الخلفي. دُمجت البطارية والمحركات في وحدة ثابتة، لتُلغى الحاجة لإطار فرعي خلفي، وسهّل توصيل الجناح الخلفي بشكل مباشر، ما يقلل من التعقيدات الميكانيكية..

كذلك تتمتع بالبساطة وسهولة التصنيع، باستخدام عشرة مواد فقط مقارنةً بالنماذج التقليدية. يشمل هذا ألياف الكربون المعاد تدويرها وهيكل من الزجاج الليفي المستخرج من النباتات، مما يجعلها خفيفة الوزن. تم أيضاً إعادة تدوير المطاط والألمنيوم والبولي كربونات والبوليستر وحتى الزجاج، لتُصبح كما قال برق بنزين في فيلم كارز “خفيفو زي السهم، راسية زي التريلا”..

لكن ما يميّزها فعلاً هو تفاصيلها الفاخرة. فهي مزودة بمصابيح أمامية وأضواء نهارية تعمل بتقنية الليزر من Kyocera SLD، لتبرز بشكل رفيع وقابل للتعديل. كما تحتوي على تقنيات مساعدة السائق مدمجة في هيكلها، لتتألق بنمط انسيابي. وتشمل الخصائص الفريدة مستشعرات LiDAR قابلة للطي وست كاميرات عالية الدقة، ورادارات قصيرة وطويلة المدى مدمجة في الأبواب والخلفية، إضافة إلى قدرات القيادة الذاتية من المستوى 4 بدون أجهزة استشعار بارزة..

لننتقل إلى الداخل الآن، حيث يبدأ فيه مسرح المفهوم في اكتساب بعض الزخم. تفتح الأبواب بشكل مقصي نحو الخلف، ومناسب للأماكن الضيقة، وتأتي مع دعامة خلفية مناسبة. لتكشف عن مقصورة بثلاثة مقاعد، حيث يكون السائق في وضعية قيادة مركزية وراكبين بجانبه مع مساحة لتخزين الحقائب. المقاعد مثبتة في الحوض مع وسائد مريحة، وعجلة القيادة على شكل نير مع صندوق دواسات قابل للتعديل لراحة السائق.

لوحة القيادة بسيطة وتتمثل في دعامتين كربونيتين تمتدان عبر الجزء الأمامي، لتمنحها مظهر خالي من التعقيدات، خاصة مع المساحات الزجاجية الكبيرة. شاشة صغيرة بين مقابض عجلة القيادة وبعض المفاتيح اللمسية الجميلة، بما في ذلك محددات التروس وأزرار قابلة للتخصيص، مع أذرع لتغيير السرعات.

من البديهي أن يزوّد المهندسون نظام صوت فاخر، وهو من KEF مدمج في مساند الرأس المصنوعة من نسيج ثلاثي الأبعاد ومرن، مع مضخم صوت خلف مقعد السائق. بالإضافة إلى العديد من التفاصيل الصغيرة التي لا تلاحظها للوهلة الأولى. تشعر وكأنها تحتفظ بروح لوتس الكلاسيكية، ولكن بإطار من التكنولوجيا المستقبلية. رغم أن هذه الميزات ليست ثورية بمفردها، إلا أن ثيوري 1 تقدم تصور لما قد تبدو عليه طرازات العلامة الحقيقية في مواجهة التقدم التكنولوجي السريع الذي يبتعد عن تقاليد العلامة..

رغم كونها نموذج تجريبي، إلا أن Theory 1 تحمل في طياتها بذور الإلهام للجيل القادم من السيارات. فالكثير من الأفكار والتقنيات المتوفرة هنا ستشكل معالم صناعة السيارات في المستقبل..

ما رأيكم، هل تتمنون دخولها خط الإنتاج في يومٍ ما؟