


قال لي صديقي خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية أن مصر تتجه لأن تكون مركز إقليمي لصناعة السيارات في المنطقة.. وقد صدق.. فبعد اتفاقيات جنرال موتورز (GM) وستيلانتس (Stellantis)، ها هي جيتور (Jetour) توقع اتفاقية تعاون كبرى مع “مجموعة القصراوي للسيارات” المصرية، لإطلاق عمليات تجميع أبرز طرازات العلامة الصينية في البلاد، جيتور T1 و T2..
وفي ظل اتجاه أنظار المستثمرين العالميين نحو السوق المصري الواعد في قطاع السيارات، تتنامى فرص أرض النيل بتعزيز مكانتها كقاعدة تصنيعية وتصديرية للمركبات في المنطقة والعالم. وقد نشهدها في قادم الأعوام محطة رائدة دولياً في المجال، قادرة على مقارعة منافسين كبار مثل طوكيو وسيول وربما بكين.. وهذا توقع شخصي للكاتب بناءً على قراءة عامة للمستجدات على صعيد القدرات المصرية الإنتاجية..
تُقدّر قيمة الاستثمار بنحو 123 مليون دولار، يأتي هذا التطور البارز في قطاع المحركات المشار إليه بحضور رفيع المستوى، يتقدمه رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ونائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل كامل الوزير. مما يؤكد الدعم الحكومي غير المحدود، لفتح آفاق إنتاجية جديدة في الدولة.
في هذا السياق، صرّح رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بأن الاتفاقية الموقعة مع شركة جيتور العالمية تعد إضافة محورية لجهود الدولة في هذا القطاع. وبموجب هذه الاتفاقية، سيتم تصنيع وتجميع نموذجين جديدين من مركباتها في السوق المصري، مما يعكس الثقة المتزايدة للشركات العالمية في البيئة الاستثمارية لدينا.
كما أشار إلى أن هذه الاتفاقية تأتي في سياق استراتيجية شاملة لتنمية صناعة السيارات، حيث تلتزم الحكومة المحلّية بتقديم حوافز متعددة وداعمة للشركات العالمية. وقد شهدت الأشهر الأخيرة توقيع العديد من الاتفاقيات المماثلة، ما يؤكد أننا نسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفنا في أن نصبح مركز إقليمي رائد لتصنيع وتصدير المركبات.
بدوره، كشف محمد القصراوي، رئيس مجلس إدارة مجموعة “القصراوي للسيارات”، عن الأبعاد الاستراتيجية للاتفاقية المبرمة مع الصانع الصيني. وأوضح أن التعاون لا يقتصر فقط على تصنيع وتجميع T1 وT2 محلياً، بل يمتد ليشمل تعزيز تصدير العديد من الإصدارات الجديدة من مصر إلى أسواق إقليمية ودولية.
وفي إطار هذا التعاون، أشار القصراوي إلى أنه تم الاتفاق على تأسيس مصنع جديد سيضم ثلاثة خطوط إنتاج متكاملة: للحام، الدهان، والتجميع النهائي. كذلك ذكر أن المصنع سيقام على مساحة 86 ألف متر مربع في المنطقة الصناعية بمدينة السادس من أكتوبر. ومن المتوقع أن يلبي هذا المصنع احتياجات السوق المحلية، مع تخصيص جزء كبير من إنتاجه للتصدير. وسيساهم المشروع بشكل كبير في توفير نحو 1500 فرصة عمل.
من جهة أخرى، شهدت فعاليات توقيع الاتفاقية التاريخية الإعلان عن تدشين فئة “جيتور X70 بلس” (X70plus) المجمعة محلياً في مصر. ويُعد هذا الإطلاق خطوة محورية نحو تعزيز الصناعة المحلية، لا سيما أن حجم خط الإنتاج المستهدف يُلامس إجمالي 5000 وحدة سنوياً.
فهل نحن أمام حقبة جديدة في تاريخ أرض الفراعنة الحديثة؟ نتوقع المزيد والتوفيق في ما هو قادم..