حسناً، وللمصداقية، هذه المرة الأولى حيث أرى فيها والدي سعيداً للغاية عندما أخبرته بعودة هذا الإصدار الكلاسيكي.. لقد عادت فورد إسكورت Mk1 RS (Ford Escort RS Mk1) إلى الواجهة من جديد، لكن ليس كنسخة معدلة من سيارة قديمة صدئة بقيمة مليون دولار، إنما كطرح جديد ولامع للغاية من أيقونة السبعينيات..

بورهام موتور ووركس Boreham Motorworks، هو اسم الشركة التي تقف وراء هذه الصيغة المُحدّثة، والمُرخّصة رسمياً من قبل فورد. وعلى ما يبدو أن أتقنت الصنع، من خلال أرساء مفهوم المظهر والصوت المذهلين، لماذا؟ لأن السيارة قد كشفت عن نفسها بمظهر رائع، وصوت سيكون أكثر تميّزاً، لا سيما من خلال المحرك الأقوى الآن.. وأبرز ما في الأمر، أن هذه السلسلة حصلت على أرقام شاسيه مُستمرة، بعد حصولها على الترخيص المذكور..

لندخل في صُلب الموضوع فوراً، نعم، نحن نتحدث عن أرقام الأداء.. خيار المحرك الثاني الجديد هو قلب بسعة 2.1 لتر، مستوحى من رياضة السباقات، بأربع أسطوانات وتنفس طبيعي. يتميز بعمودَي كامات علويين، وأذرع توصيل من الفولاذ المصقول، وعمود كرنك مصنوع بتقنية التشكيل، مع نظام وقود وإشعال بمواصفات رياضية، ووزن لا يتجاوز 85 كجم.. واو، حقاً..

كما أنه قادر على الوصول إلى 10,000 دورة في الدقيقة، وينتج قوة تبلغ 296 حصان، يقترن بقير بخمس سرعات بتصميم dogleg، ونظام عادم من التيتانيوم مصمم خصيصاً لتحقيق الأداء وصوت مثير للحماس.. لذا من الواضح تماماً أن بصمة الصوت ستكون خارجة عن المألوف بشكل كبير..

من جهة أخرى، تقدم بورهام خيار آخر، وهو محرك قياسي بسعة 1.8 لتر بتقنية توين كام، مع نظام حقن الوقود وحوض زيت جاف، يولد قوة 182 حصان، مع قدرة دوران تصل إلى 9,000 دورة في الدقيقة. يقترن بقير يدوي بأربع سرعات بتصميم straight-cut. وبالطبع، تأتي جميع النماذج بنظام الدفع الخلفي..

تجدر الإشارة إلى أنه تم بناء طراز Mk1 RS بدقة عالية باستخدام مخططات فورد الأصلية وتقنيات الليزر الحديثة، بهدف إعادة إنتاجه بنفس الشكل والأبعاد الأصلية من السبعينيات، مع تحسين القوة، والكفاءة، والصلابة، وتعزيز الأداء، والتحكم. ما يعني أننا أمام نسخة ريمايك من السيارة الأصلية.. كيف سأُقنع والدي بعدم شرائها الآن..

لقد قامت بورهام بتصميم قوالب وتجهيزات جديدة لتجميع الهيكل، واستخدمت ألياف الكربون للغطاء الأمامي والخلفي والهياكل الداخلية، والفولاذ للألواح الرئيسية. بالإضافة إلى الألمنيوم والتيتانيوم للمحور الخلفي العائم. وبالحديث عن المحور العائم، جرى تزويد المركبة بترس تفاضلي محدود الانزلاق ATB ونوابض coilovers لتقديم تجربة أداء RS الكلاسيكية.

وإليكم سر صغير، قام “وايني بورجيس” مدير التصميم، بتحسين شكل RS الأصلي بإزالة الحواف الأمامية والمؤشرات، واستخدام الألومنيوم في محيط الشبكة، مع تصميم مستوحى من الأضواء الكلاسيكية للمصابيح الأمامية، بالإضافة إلى تعديل مقابض الأبواب والمصابيح الخلفية والمرايا.

كذلك لم تضف نظام توجيه كهربائي، أو ABS، أو نظام التحكم بالثبات، أو حتى مساعد كبح.. وذلك لدعم مفهوم تجربة القيادة “العنيفة” مع إمكانية انحراف متحكم به، بينما قد يصفها السائق بشكل أكثر حدة إن لم يكن على أتم الاستعداد، خصوصًا مع وزن مستهدف يبلغ 800 كجم فقط.. قد تُخرج هذه السيارة أنماط جنون المراهقة الكامنة في نفس والدي البالغ من العمر 60 عام.. الرجال حقاً مخلوقات بسيطة، يُمتعها محرك ومُجسّم منحوت من الحديد..

وبطبيعة الحال، كسيارة أمريكية، تملك إطارات أكبر من الجنوط، 260 مم في الأمام و264 مم في الخلف، ملفوفة على جنوط بقياس 15 إنش. أما الداخلية، فهي أيضاً رائعة، مع العناصر المعتادة مثل الجلد، والألكنتارا، والحزام الأمني، والكربون، والقفص الكامل، بالإضافة إلى نوافذ مدفأة وتكييف هواء. فيما تبرز العدادات بلمسة خاصة، وكذلك تصميم وتغطية لوحة العدادات..

ختاماً، لا يسعنا القول سوى أننا أمام إعادة إحياء لجيل ألهم الكثير من عشاق القيادة الرياضية.. ومع ذلك، ستحتاج هذه الفئة من المعجبين إلى جيوب عميقة، فتبدأ الأسعار من 374,468 دولار مع إنتاج محدود بـ 150 مركبة فقط.. هل تستحق فعلاً كل هذه الأموال؟ والدي أجاب بـ “لا”.. وأنتم، ما إجابتكم؟