أعلنت تويوتا Toyota عن اكتمال المرحلة الأولى من بناء مدينة تويوتا ووفن Toyota Woven City (المدينة المنسوجة) في اليابان في موقع سبق أن كان مصنع للسيارات، كمركزها الخاص لاختبارات التنقل. إذ بات من المقرر استقبال أول مجموعة من السكان في خريف عام 2025 أو بعد ذلك بفترة وجيزة..

في معرض CES هذا الأسبوع، قدمت تويوتا تحديث حول تقدم مشروعها البالغ تكلفته 10 مليارات دولار، ويُوصف بأنه “مختبر حي” حيث يمكن للناس العيش وتجربة المشاريع المستقبلية في الوقت ذاته. كما أعلنت أنها أكملت “المرحلة الأولى” من البناء، مع التخطيط للإطلاق الرسمي في عام 2025. تقع المدينة في قاعدة جبل فوجي، وتشمل مباني صممها المعماري الدنماركي الشهير بياركي إنغيلز.

في هذا السياق، قال أكيو تويودا، رئيس مجلس إدارة تويوتا، خلال المؤتمر الصحفي في المعرض: “مدينة ووفن ليست مجرد مكان للعيش والعمل والترفيه. إنها مكان يستطيع الناس فيه ابتكار وتطوير جميع أنواع المنتجات والأفكار الجديدة. إنها مختبر حي يشارك فيه السكان طوعاً، مما يمنح المخترعين فرصة لاختبار أفكارهم بحرية في بيئة آمنة وأقرب ما تكون إلى الواقع”.

تجدر الإشارة أن الصانع الياباني كان قد كشف عن فكرة المشروع لأول مرة في معرض CES لعام 2021. وفي ذاك الوقت، صرّحت الشركة أنها ستكون “مدينة نموذجية للمستقبل” حيث يتم اختبار المركبات ذاتية القيادة، وتصميم الشوارع المبتكر، وتقنيات المنازل الذكية، إلى جانب الروبوتات، ومنتجات التنقل الجديدة على سكان حقيقيين سيعيشون هناك بشكل دائم.. هل نستطيع مشاهدة تجربة قيادة سيارة تسلا سايبرتراك من خلال روبوت تسلا دون تدخل بشري؟

الآن، يقترب يوم الانتقال.. وفي خريف 2025، سيتم استقبال أول 100 مقيم في مدينة ووفن، جميعهم سيكونون موظفين في تويوتا أو شركتها التابعة Woven by Toyota. على أن يتوسع المجتمع لاحقاً بشكل تدريجي ليشمل المخترعين الخارجيين وعائلاتهم، حيث سيجري دعوتهم للانتقال إلى المدينة الجديدة. وفي المجمل، ستستقطب أول مرحلة من المدينة 360 مقيماً، وفقاً للبيان الرسمي.

من جهة أخرى، يُطلق الصانع العريق على أول المقيمين في مدينة ووفن اسم “النساجين”، الذين يشاركون في شغف “توسيع التنقل” ويساهمون في بناء مجتمع مزدهر من خلال الأنشطة المشتركة للإبداع. سيعمل هؤلاء على تحقيق الإمكانات الكاملة للمدينة، ومن بينهم يبرز العديد من المتخصصين في خدمات الطعام، بما في ذلك شركة آلات بيع ناشئة وأخرى تسعى لاستكشاف “القيمة المحتملة للقهوة” عبر تجارب مقاهي مستقبلية.. هل هناك أي تجارب تتعلّق بقطاع القيمنق يا رجل؟

كما ذكر تويودا العديد من الأفكار الأخرى خلال مؤتمره الصحفي، مثل كراسي متحركة ذات محركات قوية للأشخاص من أصحاب الهمم الراغبين في تجربة إثارة السباقات. كما طرح فكرة طائرة درون شخصية تتابع العدائين لأغراض الأمان، و”روبوتات للحيوانات الأليفة” لكبار السن.

الهدف، من خلال المرحلة الثانية وما بعدها، هو بناء ما يكفي من المساكن والمرافق لاستيعاب 2,000 شخص للعيش بشكل دائم على مدار العام، مع توفير المرافق باستخدام تقنية خلايا الوقود الهيدروجينية التابعة للشركة. ولا يزال يُصنّف الموقع ضمن إطار “الممتلكات الخاصة”، لكن أشارت تقارير إلى خطط لدعوة الجمهور العام لرؤيته في عام 2026.

ماذا عن الاسم؟ يعكس الاسم المستخدم دمج ثلاثة أنواع من المسارات المخصصة لمستخدمين مختلفين: أحدها للمركبات السريعة، والثاني مزيج من المركبات ذات السرعات المنخفضة مثل الدراجات والسكوترات والمشاة، بينما الثالث هو ممشى مخصص للمشاة فقط.

ورغم ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف تتماشى ووفن مع خطط الصانع المستقبلية في مجال التنقل، خاصةً أنها تأخرت قليلاً في مجال السيارات الكهربائية، حيث تمتلك سيارة واحدة فقط في الولايات المتحدة هي BZ4X، رغم أنها تخطط لإطلاق مركبة SUV بثلاثة صفوف قريباً..

وللمتسائلين عن استخدام شركات السيارات لقطع أراضٍ كبيرة لبناء ساحات اختبار ضمن مدن وهمية، فإجابتنا هي أن الأمر ليس بجديد بتاتاً.. فقد كانت هناك مدن مملوكة للشركات منذ عقود، مثل المدينة التي يبنيها إيلون ماسك Elon Musk في تكساس لاستيعاب موظفي تسلا وسبيس إكس.

إلا أن ما تقترحه تويوتا يعد تصعيد كبير لهذا المفهوم، إذ تطمح إلى إنشاء مدينة حقيقية يعيش فيها الناس ضمن رؤية الشركة المستقبلية. ومع هذا، قد يواجه هذا المشروع بعض التحديات، كما حدث مع مشروع Sidewalk Labs لجوجل في تورونتو، حين فشل بسبب اعتراضات السكان على المراقبة وجمع البيانات.

تأمل العلامة تجنب هذه المشاكل من خلال الترويج لتحسين نوعية الحياة لسكان مدينة ووفن. وقد حصل المشروع بالفعل على أول “شهادة LEED للمدن من الدرجة البلاتينية” في اليابان، وهي أعلى رتبة في النظام.

وأنت، ما العلامة التي ترغب برؤية مدينة كاملة لها؟ نحن نختار ماكلارين..