سوني تصنع من أكبر جهاز محاكاة لسباق السيارات في العالم فيلماً مُبهراً
هل سمعت يوماً عن طفلٍ بدأ حياته الاحترافية من خلال الجايمينج؟ في 2023 أصبح ذلك ممكناً جداً.. ربما سنعتاد ذلك في قادم الأعوام دون شك.. فقد بات قطاع الجايمينج يحظى بالكينونة الاقتصادية المستقلة وانخرط العديد من كبار الشركات وأصحاب رؤوس الأموال في الاستثمار ضمن أروقته. أما اليوم فنحن أمام استثمار عابر لثلاثة قطاعات.. الرياضة الميكانيكية، والجايمينج، والسينما. تتمة الحديث هنا تكتمل بالوقوف عند فيلم سوني الجديد “جران تورزمو 2023″، المبني على سلسلة الألعاب الشهيرة “Gran turismo”، والذي يحتل صالات السينما العالمية حالياً. كما ينال رواجاً كبيراً في المملكة بين مُحبّي الأفلام بشكلٍ عام، وروّاد الرياضة الميكانيكية بشكلٍ خاص. وتجدر الإشارة إلى أن الفيلم المرتقب سيُطرح في دور العرض في السعودية ابتداءً من اليوم.















يتناول الفيلم أحداث حقيقية لكن بحبكةٍ روائية أكثر إثارةً وتشويقاً. إذ تتحقّق الأمنيات النهائية للاعب Gran Turismo المراهق “جان ماردينبورو” والذي مكّنته مهاراته في الألعاب بالفوز في سلسلة مسابقات بطولة الرياضات الإلكترونية في نادي جي تي نيسان في عام 2011. وبذلك أصبح سائقًا محترفًا يمتلك مهارات وخبرات في قيادة سيارات السباق انطلاقاً من خبراته في ألعاب الفيديو منذ الصغر. لكن هذا الفيلم هذا لا يتعلق باللعبة في حد ذاتها، إنما هي قصة حقيقية عن كيفية تأثير المنافسة التي تنطوي على اللعبة الإلكترونية على حياة الشاب بشكلٍ إيجابي.
يتخلّل هذا الإنتاج السينمائي العديد من الأحداث والمشاهد الرائعة التي سوف تأخذكم في تجربة حماسية حيث ستشعرون بالانغماس الكٌلي في عالم السباقات ويزيد من عنصري الشغف والتشويق الغامرين لديكم. ومن المتوقع أن يُحقق الفيلم نجاحاً كبيراً ونسب مشاهدة مرتفعة. حيث يُعتبر خياراً مثالياً لمحبّي أفلام السباقات بفضل السيناريو الممتاز والإخراج العالمي الرفيع المستوى.
من جهة أخرى، فإن هذا العمل هو نتيجة ثمار جهود كاتب السيناريو جيسون هول، المعروف بأعماله الرائعة الأخرى كفيلم أميريكن سنايبر بالتعاون مع كل من كارتر سوان ودوغ بلجراد ودانا برونيتي كمنتجين. أما بطل الفيلم فهو الممثّل أرتشي ماديكو بدور ماردنبورو. ويشارك أيضاً جملة من نجوم السينما العالميين مثل أورلاندو بلوم وديفيد هاربور وديمون هونسو وجيري هورنر وغيرهم المزيد.
وفي هذا السياق، كان لأبطال سباق السيارات السعوديين كلمة عن تجاربهم الخاصة بين الجايمينج والسباقات الحقيقية. فشارك الجمهور كل من “أحمد خنين” بطل أكاديمية جي تي، و “ريم العبود” أول وأصغر متسابقة سعودية في بطولة فورمولا إي، و “عبد العزيز الفضيلي” بطل سباقات الحلبات، و “إسراء الدخيل” أول بطلة سباقات سرعة بالمملكة ومتسابقة حلبات وراليات، وغيرهم، قصصهم المُلهمة ورأيهم حول الرابط المتين بين ألعاب السيارات وأجهزة محاكاة سباق السيارات من جهة، والتسابق الفعلي من جهة أخرى.
كما أشاروا جميعهم عن أهمية لعبة جران تورزمو، إحدى أبرز ألعاب السباقات، لما تُجسّده من فيزيائية واقعية وتجربة قيادة افتراضية قريبة إلى حدٍ كبير من الحقيقية. زد على ذلك الرسومات الدقيقة التي تُبرز تفاصيل المسارات والحلبات. ما يُساهم بتربّع هذه اللعبة الحصرية لمنصّة بلايستيشن من سوني على قمة ألعاب السيارات في العالم في وقتنا الحالي.
وفي هذا الصدد، أعرب دارين كوكس، رجل نيسان الذي طرح فكرة أكاديمية جي تي، أنه في البداية عند تأسيس الأكاديمية في عام 2008، لم يكن يتواجد أفراد مثل ماكس فرستابن ولاندو نوريس في فورمولا 1 كلاعبين بارزين يتفهّمون أهمية المحاكاة في التدريب والتطوير. كما وضّح أنه في الواقع اعتقد الجميع أن هذا المفهوم جنوني. لكن مع طرح هذا الفيلم يبدو لنا فعلياً أن الجنون هو عدم الاستثمار في تدريب أصحاب المهارات على هذه المحاكات.
كما صرّح جان ماردينبورو، بطل قصة العمل قائلاً: “آمل بأن يتحوّل ما يتم عرضه كجزء من حياتي على الشاشة الكبيرة دافعاً يكتسب من خلاله الآخرون الشجاعة للذهاب إلى ما يجلب لهم الفرح الحقيقي والهدف”، مُشيراً بذلك إلى ترجمة حلمه بأن يكون سائق سباقات عالمي قد تحقق بمساعدة الجايمينج، الشيء الذي أحبه منذ صغره.
لطالما امتلكت ألعاب الفيديو مكانةً خاصة لدى جيل الشباب واستمرت معهم بالرغم من كبر سنّهم. لكن في عام 2023، أصبح يفصلنا عن القيادة في أبرز طرقات وحلبات العالم الشهيرة مُجرّد جهاز لعب مثل بلايستيشن وشاشة التلفاز أو جهاز محاكاة لذلك. ومع تطوّر قطاع الجايمينج بهذا المجال في المملكة والوطن العربي، ربما سنُشاهد أبطالاً جُدد يُحققون الإنجازات العالمية ويعتلون منصات التتويج في المحافل الدولية.