


تترقب حلبات الفورمولا 1 عودة مرتقبة لعملاق صناعة السيارات، فورد (Ford). فبعد غياب دام عقدين من الزمن، تستعد العلامة الأمريكية لخوض غمار هذه المنافسة الشرسة في عام 2026، بالشراكة مع فريق ريد بُل. لكنها ليست مجرد مشاركة تقليدية، بل تمثل ثورة تقنية تستفيد من أحدث التطورات في مجالات الطيران والفضاء..
يستخدم فريق فورد تطبيقات اختبارية متطورة مشابهة لتلك المستخدمة في صناعات الطيران والفضاء، إذ يتم اختبار القطع المطبوعة بنمط ثلاثي الأبعاد وفقاً لمعايير دقيقة مثل القوة الميكانيكية، والصلابة، والدقة الهندسية. بالإضافة إلى ذلك، تُجرى الاختبارات باستخدام الأشعة السينية والتصوير المقطعي، ليقوم الفريق بتحليل النماذج الرقمية للتأكد من جودتها قبل نقلها إلى المختبر في مركز تطوير منتجات العلامة.
ولا يتوقف الأمر هنا، إذ يوظف الصانع الأمريكي خبرة المئة عام في تصنيع مكونات نظام نقل الحركة، ومحرك الاحتراق الداخلي، والنظام الهجين لتوليد الطاقة. ويتضمن إنتاج هذه القطع الألواح الباردة للبطاريات، وألواح تبريد لمكونات أخرى..
وفي اختبارات غير تقليدية على الإطلاق، صرح كريستيان هيرتريش، مدير مجموعة نقل الحركة في فورد بيرفورمانس لرياضة السيارات، قائلاً: “لا أتحدّث هنا عن أشياء سهلة مثل البراغي والعزقات… هذه قطع معدنية أو مصنوعة من مواد مركّبة، تُنتج عبر عمليات تصنيع معقدة، ويتم اختبارها إلى أقصى الحدود لضمان تحملها لقساوة السباقات، حيث يبلغ متوسط السرعة فيها نحو 200 ميل/س”..
كما أضاف: “نستطيع التقدير بأننا أنتجنا 1000 قطعة لفريق ريد بُل حتى الآن. إنّ المساهمات تأتي من الموظفين خارج التصنيع بواسطة الطباعة ثلاثية الأبعاد، بما في ذلك المسؤولون عن نماذج المركبات الجديدة والأنظمة الحرارية وتطوير البطاريات”.
وتابع: “نحن نطلب دعم كل فرقنا في كل هذه المجالات من الخبرة من أجل المساعدة في تنفيذ البرنامج. ومن المدهش أن نرى عدد المجالات المختلفة للشركة التي شاركت فعلاً. تنتقل هذه الاختبارات المتزايدة إلى الفرق الأخرى لدينا لاختبار الأجزاء المستخدمة في الإصدارات التجارية الإنتاجية”.
من جهته، قال كيث فيريل، الذي يعمل في فريق تطوير تقنيات التصنيع لدى فورد ويدير العلاقة مع فريق ريد بُل في ما يتعلّق بالتصنيع المعتمد على الطباعة ثلاثية الأبعاد: “هذا المستوى من الطباعة ثلاثية الأبعاد يتيح لنا طباعة قطع للسباقات لا يمكن تصنيعها بالطرق التقليدية”.
في هذا السياق، نجد مثالاً واضحاً من برنامج F-150 يوضح كيفية استفادة سيارات فورد الإنتاجية من نقل التقنيات. لقد استخدم فريق الهندسة المسؤول عن الجودة تقنيات مسح متقدمة لتحديد مشكلة تكثف الرطوبة الناتجة عن فيضان الغراء في المصابيح الأمامية، مما سمح بإصلاحها بسرعة. كانت هذه المشكلة صعبة الاكتشاف باستخدام طرق الاختبار التقليدية لعدة أشهر، لكن تم اكتشافها في يوم واحد فقط بفضل هذه التقنيات.
يُذكر أن فورد تعمل على تعزيز موثوقية طرازاتها من خلال توسيع نطاق عمليات مراقبة الجودة الدقيقة للإنتاج. فهل نشهد في قطاع السيارات ثورة تكنولوجية ترتقي بمفهوم صناعة المركبات الإنتاجية؟